الفصل الثالث
في شطر ممّا جرى عليه بعد ورود العراق
قد ورد العراق بعد وفاة الشيخ الأعظم صاحب الجواهر قدّس سرّه بأربع سنين تقريباً ، حيث إنّ الشيخ انتقل إلى رحمة الله تعالى في غرة شعبان سنة ألف ومائتين وستّ وستّين ، وورد الشيخ الوالد قدّس سرّه العراق في حوالي سنة السبعين (١) ، ولمّا ورد كربلاء المشرّفة وجد الرجل الّذي ائتمن عنده كتب والده قدّس سرّه ميّـتاً ولم يجد من الكتب أثراً ، وكان قد بقي من دراهمه قرب مائة وعشرين قراناً ، فعزم على صرفها في القوت والاشتغال فانتقل إلى النجف الأشرف ، وأخذ في الاشتغال .. فلمّا نفد ما عنده أرسل إليه رجل من أجلاّء تبريز ما كفاه مدّة ، وقد كان قدّس سرّه يستشهد على مضمون الخبر (٢)
__________________
(١) يظهر من هذا الكلام والّذي سلف قبلاً عدم درك شيخنا الأعظم لبحث صاحب الجواهر قدّس سرّهما ، وعليه فلا نعلم وجه ما ذكره الشيخ محمّد حرز الدين في معارف الرجال ١/٢٤٤ من كون صاحب الجواهر أحد أساتذته ، وكذا السيّد الأمين في الأعيان وغيرهما ، فتأمّل.
(٢) لعلّه نظراً إلى ما ورد عنهم عليهم السلام من كون الله سبحانه وتعالى أبى إلاّ أنّ يجعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون ، وقد عقد في الكافي ٥/٨٣ ـ ٨٤ باباً في ذلك ، وظاهر اطلاقها عدم خصوصية لها بطالب العلم.