الهجرة من العراق إلى ايران :
كان في النجف الأشرف موضع احترام كبار العلماء والشخصيات الدينيّة بالإضافة إلى مكانته المحترمة لدى الطبقات النجفيّة المختلفة ، حافظ على كيان أسرته الّتي كانت تمتاز بالعلم والمرجعية ، وبسلوكه الممتاز أصبح له موقعه اللائق به بين علماء الحوزة بالاضافة إلى موقعه في ايران وخاصة في آذربايجان.
هاجر إلى ايران في سنة ١٣٩١ على أثر مضايقات البعث العراقي وتهجير الايرانيين(١) ، واستقر أوّلاً في طهران معزّزاً محترماً ، وأقام صلاة الجماعة في «مسجد ارك» وتولى التدريس فقهاً وأصولاً كما ذكرنا فيما سبق. إلاّ أنّ بيئة هذه المدينة الكبيرة وضوضاءها وامور اُخر أزعجته فانتقل إلى قم مهد العلم وموئل العلماء ، ودُعي إلى صلاة الجماعة في أربع من مساجدها المعروفة ، فامتنع من ذلك وتفرغ للتأليف والبحث مبتعداً عن المجتمع بالمقدار الممكن.
خسر من هجرته جملة من مؤلّفاته وقصاصاته الّتي قضى فترة من أيام شبابه في جمعها وتدوينها ، وأقصى عن مراقد آبائه وآثارهم الّتي كان يرعاها في كلّ حين ويتعهدها معتزاً بها. وأهم من كلّ ذلك مجاورة مدينة العلم والتقى والاستفاضة من أنوار قدس الإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام. وكم
__________________
(١) استثنت السلطات العراقية انذاك اثنا عشر من ابرز اعلام الحوزة من التسفير كالسيّد الشاهرودي والسيّد الخوئي والسيّد السبزواري وغيرهم ، وكان شيخنا منهم ، إلاّ أنّه آثر الهجرة والغربة لما وصله من انها دسيسة و .. محمّدرضا.