ومن غريب ما وجدته عند الاشتغال به ; أنّي منذ نشأت كنت عاجزاً في نهار شهر رمضان عن تحرير صفحة ، وكنت أحرّر ليلاً إلاّ عند الاشتغال بهذا الكتاب ، فإنّي كنت أشتغل به ليلاً وأنام بعد صلاة الفجر ، فإذا مضت من الشمس ساعتان لكأ نّي بشخص يحرّكني فأفتح عيني فلا أرى أحداً فاشتغل بالتصنيف ، وكنت أنام بعد صلاة الظهرين ، فإذا مضت ساعة يحركني شخص ، فأفتح عيني فاشتغل بالتحرير إلى قرب الغروب ، وهذا معنى التوفيق.
ومنها : هذه الرسالة ; وهي رسالة : مخزن المعاني في ترجمة المحقّق المامقاني قدّس سرّه(١).
__________________
صحائف لكن تحت كل صحيفة |
|
من الغيب سرّ كنهه يذهل الفكرا |
براها الذى لم تلق في الكون مثله |
|
وان كنت قد قلبته البطن والظهرا |
وذكّر فيها الناس آداب دينها |
|
وهل يستوي امثالها تنفع الذكرى |
جزى الله (عبدالله) خيراً فإنّه |
|
ارانا بـ (مرآة الكمال) الهدى جهرا |
فيا فكر صه عن نعت بعض صفاته |
|
فذلك معنى لا تحيط به خُبرا |
ثم قال : وقد أنشد بعض الفضلا في مادة تاريخ الفراغ من طبع الكتاب هذه الأبيات
أ (عبدالله) دم للدين كهفاً |
|
لغيرك لم نجد كهفاً مشادا |
وعين لا تراك فلم تلمها |
|
فقد فقدت برؤيتك السوادا |
فهزّ يراعه الاسلام واحكم |
|
فقد صار القضاء لها مدادا |
وجرد سيفك الماضي شباه |
|
فسيف الدين يأبى الاغتمادا |
ودونك منبر الاسلام فاتلوا |
|
على أعواده نوناً وصادا |
وللعرب الفصيحة كن خطيباً |
|
فانّك أفصح البلغا ضادا |
زعيم الدين أوضح بل وأرخ |
|
بـ : مرآة الكمال لي الرشاد |
١٣٤٢ ه
(١) قال في الذريعة ٢٠/٢٣٠ برقم ٢٧٢٢ : .. للشيخ عبد الله بن الشيخ محمّد حسن بن محمّد باقر [كذا] المامقاني المولود في النجف ١٢٨٧ [كذا] ، ثمّ قال : .. وطبعه في النجف مرّتين [كذا].
ونصّ في تنقيح المقال ٣/١٠٥ في ترجمة والده : .. رسالتنا مخزن المعاني في