الشفاء إذا انتبه .. فلمّا كان ينتبه كنت أنسى ذلك إلى أن قبض قدّس سرّه ولم نسقه تربة الشفاء ، فعلمت أنّ الله تعالى كان مُقدّراً فوته (١) فأنساني ذلك حتّى لا نشك في التربة المقدّسة (٢).
ولا يخفى عليك أنّ موته بمرض الإسهال من سعادته قدّس سرّه ، فإنّه مرض مبارك! لأ نّ الميت المبطون ممّن عدّه الإمام عليه السلام شهيداً (٣).
وقد استقرأت فوجدت أكثر صلحاء العلماء متوفين بهذا المرض .. كالشيخ المحقّق الأنصاري (٤) ، ووصيّه السيّد الأجلّ السيّد عليّ التستري (٥) ، والسيّد
__________________
(١) الظاهر : وفاته.
(٢) لاحظ في : مرآة الكمال ٣/٢٣٥ ـ ٢٤٨ للمصنّف قدّس سرّه بحث حول التربة الحسينية حري بالمراجعة.
(٣) راجع من لا يحضره الفقيه ٦/١٦٧ حديث ٣١٨.
أقول : جاء في الموطأ لمالك : ٩٤ برقم ٢٩٠ قوله : إنّه روي عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «الشهداء خمسة ، المطعون ، والمبطون ، والغَرِقُ ، وصاحب الهَدم ، والشهيد في سبيل الله».
وعن عبادة الصامت ـ كما في فردوس الاخبار ٣/٢٨٤ حديث ٤٧١٩ قوله : «القتل في سبيل الله عزّوجلّ شهادة ، والطاعون شهادة ، والمبطون شهادة ، والمرأة يقتلها ولدها شهادة ..».
وجاء في دعائم الإسلام ١/٢٢٩ حديث ٧٩٧ ، ومختصراً في الاصابة في معرفة الصحابة ٢/٢٩٨ برقم ٤٦٧٦ .. ـ في ترجمة عبدالله بن رواحة ـ في حديث مفصّل عنه أنّه قال : قال صلّى الله عليه وآله : «ومن الشهيد من أمتي؟» قالوا : أليس هو الّذي يقتل في سبيل الله مقبلاً غير مدبر؟» فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «إنّ شهداء أمتي إذاً لقليل .. الشهيد الّذي ذكرتم ، والطعين ، والمبطون ، وصاحب الهدم ، والغريق ، والمرأة تموت جمعاً». وانظر : تنقيح المقال ٢/١٨١ من الطبعة الحجريّة.
(٤) كما قاله في كتاب شخصيت شيخ انصارى : ١٣٨ ـ ١٣٩ وغيره.
(٥) وهو السيّد علي بن السيّد محمّد بن سيّد طيب بن سيّد محمّد بن نورالدين المحدّث الجزائري المعروف بـ : السيّد عليّ الشوشتري صاحب المقامات العالية والكرامات