نقطةٍ أخيرة من حياتهم تكون فيها الخاتمة . . خاتمة الموضوع بخاتمة الحياة .
أما أن تكون النهاية هي البداية ، فهذا أمر نادر قلما يحصل ، إلا أن يكون مثل عمار بن ياسر ! إننا حينما نتناول سيرة هذا الصحابي الجليل والجوانب الهامة في حياته ، تطالعنا ـ ولا شك ـ صورٌ ندية مفعمة بكل معاني الخير ، فهو بالإِضافة إلى إيمانه القوي وعقيدته الراسخة وفنائه في ذات الله ، إنسانٌ يتمتع بأنبل صفات الإِنسانية من الشجاعة والكرم ، والخلق الرفيع والتسامح وكل السجايا الحميدة ، ونقرأ ذلك كله في سيرته وسلوكه منذ نعومة أظفاره ومصاحبته للنبي ( ص ) قبل البعثة وبعدها . . حتىٰ إسلامه ومعاناته وهجرته . . إلى استشهاده .
ولكن لا ينتهي الأمر بنا عند استشهاده إلا ويُفتح لنا بابٌ جديد نرى أنفسنا ملزمين باقتحامه وأن نقف متأملين نجيلُ الفكر فيما يفضي إليه ذلك الباب . فالوقوف عند موت عمار واستشهاده ليس أقل أهمية من سيرة حياته . لما يترتب على ذلك من آثارٍ هامة في تأريخ أمةٍ بأكملها على صعيد ما تدين به . إذ أن دين الإِسلام لم ولن ينتهي بانتهاء حياة الرسول . كما وأن المسلمين لم ولن يتركوا بدون قائد ! ومن هنا كانت الفتن التي مزقت جسم الأمة .
غير أن ذلك لا يعني ضياع الحق وفقدان القائد ، فالقائد موجود والحق قائم وأن تعامت عنه عيونٌ وصُمّت عن ندائه آذان .
وإن من دواعي التأمل أن يقرن التأريخ إسم محمد ( ص ) بأبي سفيان ! وعلي بمعاوية بل ويزيد بالحسين !!
فأبو سفيان قائد أول حرب عسكرية ضد الرسول ( ص ) ورسالته ، وليست آخر حرب .
ومعاوية قاد الحرب الظالمة في صفين ضد
ثاني قديس في الدولة الإِسلامية بعد الرسول . ثم تلاه ولده يزيد فقتل الحسين ( سيد شباب أهل