نحبّ أن تخبرنا عنه. قال عليهالسلام : إنّ المغيرة يخبركم أنّه كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قالوا : أجل عن ذلك جئنا نسألك.
قال عليهالسلام : كذب ، أحدث الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قثم بن العبّاس (١).
ولمّا فرغ أمير المؤمنين عليهالسلام من دفن النبيّ عليهالسلام أنشأ يقول :
الموت لا والدا يبقي ولا ولدا |
|
هذا السبيل الى أن لا يرى أحدا |
هذا النبيّ ولم يخلّد لامته |
|
لو خلّد الله خلقا قبله خلدا |
للموت فينا سهام غير خاطئة |
|
من فاته اليوم سهم لم يفته غدا (٢) |
وقال أيضا :
أمن بعد تكفين النبيّ ودفنه |
|
بأثوابه آسى على هالك ثوى |
رزينا رسول الله فينا فلم يرى |
|
لذلك عدلا ما حيينا من الورى |
وكان لنا كالحصن من دون أهله |
|
لهم معقل فيه حريز من العدى |
وكنّا به شمّ الانوف بنحوه |
|
على موضع لا يستطاع ولا يرى |
فيا خير من ضمّ الجوانح والحشى |
|
ويا خير ميّت ضمّه الترب والثرى (٣) |
كأنّ امور الناس بعدك ضمّنت |
|
سفينة موج البحر والبحر قد طمى |
وضاق فضاء الأرض عنهم برحبه |
|
لفقد رسول الله إذ قيل قد قضى |
فيا حزنا انّا رأينا نبيّنا |
|
على حين تمّ الدين واشتدّت القوى |
كان الالى شبّهنه سفر ليلة |
|
أضلّ الهدى لا نجم فيها ولا ضوى (٤) |
__________________
(١) السيرة النبوية لابن هشام : ج ٤ ص ٢٣١ ، تاريخ الطبري : ج ٣ ص ٢١٤.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ٢٣٨.
(٣) الجوانح : الأضلاع ، والحشا : ما احتوته الأضلاع. قيل : ضم الجوانح والحشا كناية عن الموت ، والمعنى : يا خير من مات. وقيل : المعنى يا خير جميع الناس فإنّ كلّ انسان له جوانح وحشا منضمّين.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ٢٤٠ ـ ٢٤١.