حدّث قاضي المدينة الرضي القرشي وهب بن عبد الرحمن عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه : انّ الحسن بن عليّ عليهماالسلام دخل المتوضّأ فأصاب كسرة (١) أو قال : لقمة في مجرى الغائط والبول ، فأخذها وغسلها غسلا نعمّا ، ثمّ قال : يا غلام اذكرني بها إذا توضّأت. فلمّا توضّأ قال : يا غلام ناولني اللقمة أو الكسرة. فقال الغلام : يا مولاي أكلتها. قال له : اذهب فأنت حرّ لوجه الله تعالى. قال : فقال الغلام : يا مولاي لأيّ شيء عتقتني؟ قال : لأنّي سمعت فاطمة عليهاالسلام امّي بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تروي عن أبيها عليهالسلام قال : من أخذ كسرة أو لقمة من مجرى الغائط أو البول فأماط عنها الأذى وغسلها غسلا نعمّا فأكلها لم تستقر في بطنه حتى يغفر له ، فما كنت لأستخدم رجلا من أهل الجنّة (٢).
وحدّث الزبير ، قال : حدّثني عمّي ، قال : ذكر عن عليّ بن زياد بن جذعان التيمي قال : حجّ الحسن عليهالسلام خمس عشر حجّة ماشيا ، وخرج من ماله مرّتين ، وقاسم الله ثلاث مرّات حتى أن كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفّا ويمسك خفّا (٣).
وحدّث أبو يعقوب يوسف بن الجراح ، قال : حدّثني أبي وعبد الله بن سعيد ، قال : أخبرني سعد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن ابن شهاب الزهري ، قال : كنت مع حذيفة بن اليمان رضياللهعنه قال : وأظنّ أبي حدّث بهذا الحديث ، عن ابن سبرة وعن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهماالسلام ، قال : بينما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في جبل أظنّه ذكر حراء أو غيره ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ عليهالسلام وجماعة من المهاجرين والأنصار ، وأنس حاضر لهذا الحديث وحذيفة يحدّث به إذ أقبل الحسن بن عليّ عليهماالسلام يمشي على هدوّ ووقار ، فنظر إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ورمقناه معه ، فقال بلال : يا رسول الله أما ترى مأخذه؟
__________________
(١) كسرة : قطعة صغيرة من الخبز.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ ص ٢٣ ح ١٥٤ ، رواه عن الإمام الحسين عليهالسلام.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب : ج ٤ ص ١٤.