ولقد كنت كأنّك شاهدتني وما خفي عليك شيء من أمري ، وكأنّه علم الغيب عندك ، يا غلام لقّني الإسلام. فقال الحسن عليهالسلام : الله أكبر قل : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. فأسلم وحسن إسلامه ، وعلّمه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا من القرآن. فقال : يا رسول الله أرجع الى قومي فاعرّفهم ذلك. فأذن له ، فانصرف ، ورجع ومعه جماعة من قومه فدخلوا في الإسلام.
فكان الناس إذا نظروا الى الحسن عليهالسلام قالوا : لقد اعطي ما لم يعط أحد من الناس (١).
وقيل : جرى بين الحسن بن عليّ وأخيه محمّد بن الحنفيّة عليهمالسلام كلام ثمّ انصرفا ، فلمّا وصل محمّد الى منزله أخذ رقعة وكتب فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم. من محمّد بن عليّ بن أبي طالب الى أخيه الحسن بن عليّ بن أبي طالب. أمّا بعد فإنّ لك شرفا لا أبلغه وفضلا لا ادركه ، فإذا قرأت رقعتي هذه فصر إليّ فترضّني ، وإيّاك أن أسبقك الى الفضل الذي أنت أولى به منّي والسلام.
فلما قرأ الحسن عليهالسلام الرقعة قال : يا غلام ردائي ونعلي ، ثمّ جاء الى أخيه فترضّاه وصالحه.
قال : وكان بين الحسن والحسين عليهماالسلام كلام ، فقيل للحسين عليهالسلام : لو أتيت أخاك متفضّلا. فقال : إنّ الفضل للمبتدئ بالتفضّل ، ولست أرى أن يكون لي على أخي فضل. فبلغ ذلك الحسن فأتاه.
وقيل : سأل رجل الحسن بن عليّ عليهماالسلام حاجة ، فقال له : يا هذا حقّ سؤالك إيّاي يعظم لديّ ، ومعرفتي بما يجب لك يكبر عليّ ، ويدي تعجز عن نيلك ما أنت أهله ، والكثير في ذات الله تعالى قليل ، وما في ملكي وفاء لشكرك ، فإن قبلت الميسور ورفعت عنّي مئونة الاحتيال والاهتمام لما اتكلّف من واجبك فعلت. قال : يا ابن رسول الله أقبل القليل وأشكر العطيّة واعذر [ على ] المنع.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤٣ ص ٣٣٣ باب ١٦ ح ٥ نقلا عن كتاب العدد.