إلاّ محمّد وآله وشيعتهم ، ومصبّها كلّها واحد ، ومجراها من الكوثر ، وأنّ هذه الثلاثة الجبال تسبّح الله وتقدّسه وتمجّده وتستغفر لمحبّي آل محمّد عليهمالسلام ، فمن تختّم بشيء منها من شيعة آل محمّد لم ير إلاّ الخير والحسنى والسعة في رزقه والسلامة من جميع أنواع البلاء ، وهو أمان من السلطان الجائر ومن كل ما يخافه الإنسان ويحذره (١).
وكتب إلى رجل من أهل الحيرة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي انتجب من خلقه واختار من عباده واصطفى من النبيين محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فبعثه بشيرا ونذيرا ودليلا على سبيله ، الذي من سلكه لحق ، ومن تقدّمه مرق ، ومن عدل عنه محق ، فصلّى الله على محمّد وآله.
أمّا بعد فإنّي اوصي أهل الإجابة بتقوى الله الذي جعل لمن اتّقاه المخرج من مكروهه ، إنّ الله عزّ وجلّ أوجب لوليّه ما أوجبه لنفسه ونبيّه في محكم كتابه بلسان عربي مبين ، وقد بلغني عن أقوام انتحلوا المودّة وتحلّوا بدين الله ودين ملائكته شكّوا في النعمة ، وحملوا أوزارهم وأوزار المقتدين بهم ، واستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وما ورثوه من أسلاف صالحين ، ابصروا فلزموا ولم يؤثروا دنيا حقيرة على آخرة مؤبدة ، فأين يذهب المبطلون؟ سوف يأتي عليهم يوم يضمحلّ عنهم فيه الباطل وتنقطع اسباب الخدائع ، وذلك يوم الحسرة ، إذ القلوب لدى الحناجر. والحمد لله الذي يفعل ما يشاء وهو العليم الخبير.
وكتب عليهالسلام إلى محمّد بن الفرج : إذا غضب الله على خلقه نجّانا من جوارهم.
وقال محمّد بن الوليد الكرماني : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ما تقول في المسك؟ قال : إنّ أبي أمر فعمل له مسك في بان سبعمائة درهم.
فكتب إليه الفضل بن سهل يخبره أنّ الناس يعيبون ذلك. فكتب إليه : يا فضل أما علمت أنّ يوسف عليهالسلام كان يلبس الديباج مزرّرا بالذهب ، ويجلس على
__________________
(١) الأمالي للطوسي : ج ١ ص ٣٦ المجلس الثاني ح ٤١.