المعركة على الماء (١) ، ولم يكن لأحد منهم عقب. وورثهم العباس (٢) وقتل بعدهم (٣) يومئذ ، وخلف ولده عبيد الله بن العباس (٤) ، وبقى محمد (٥) وعمرو (٦) ابنا علي عليهالسلام.
__________________
إني أنا جعفر ذو المعالي |
|
ابن علي الخير ذي الافضال |
قتله : هاني بن ثبيت الحضرمي ، أو خولى بن يزيد الأصبحي ( مقاتل الطالبيين ص ٨٣ ، مقتل الخوارزمي ٢ / ٤٧ ، ابصار العين ص ٣٥ ).
(١) ولله درّ هذا القائل :
قوم إذا نودوا لدفع ملمة |
|
والخيل بين مدعس ومكردس |
لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا |
|
يتهافتون على ذهاب الأنفس |
(٢) وسيأتي التحقيق عن هذا الموضوع تحت عنوان : من الوارث؟ في ص ١٨٦.
(٣) قال العباس عليهالسلام لأخيه عبد الله ـ وكان أكبر اخوانه من أبيه وأمه ـ : تقدم يا أخي حتى أراك قتيلا ، فأحتسبك. ( مقاتل الطالبيين ص ٨٢ ).
وفي رواية اخرى : قال لاخوته : تقدموا يا بني أمي حتى أراكم نصحتم لله ولرسوله.
قال ابن الاثير في الكامل ٤ / ٧٦ : إن العباس قال لاخوانه : تقدموا حتى أرثكم فانه لا ولد لكم. ففعلوا ، فقتلوا.
أقول :
كيف؟ والعباس في تلك الساعات الرهيبة يفكر في المال والمادة الخسيسة ولو كان بهذه الدرجة لقبل الأمان من عبيد الله بن زياد الذي أتى به شمر بن ذي الجوشن ليلة عاشوراء. تعالى عن ذلك علوا كبيرا. هذه النفس الأبية مع هذه المصاعب الجسيمة من صياح الأطفال واستشهاد الاخوة والعشيرة ، مع أن أبا عبد الله الصادق عليهالسلام يقول في حقه : كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الإيمان ، جاهد مع أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وأبلى بلاء حسنا ، ومضى شهيدا. أيعقل في حقه هذه الكلام؟
(٤) قال أبو الفرج الاصفهاني في المقاتل ص ٥٥ عن أبي الفضل العباس : وأمه أمّ البنين ـ وهو اكبر ولدها ـ. وهو آخر من قتل من اخوته لامه وأبيه لانه كان له عقب ولم يكن لهم. فقدمهم بين يديه ، فقتلوا جميعا. فحاز مواريثهم. ثم تقدم ، فقتل فورثهم وإياه عبيد الله ، ونازعه في ذلك عمه عمرو بن علي فصولح على شيء رضي به.
(٥) قال ابن شهرآشوب في المناقب ٤ / ١١٣ : محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب لم يقتل لمرضه. أما الخوارزمي فقد ذكر في مقتله ٢ / ٢٨ : إن محمدا استشهد في كربلاء. قال الطبري : قتله رجل من تميم من بني أبان بن دارم. وقال الخليفة بن الخياط في تاريخه ١ / ٢٢٥ : إن أمه : لبانة بنت عبد الله بن العباس ، كنيته : أبا القاسم.
(٦) قال الخوارزمي في مقتله ٢ / ٢٨ ، والطبري في الذخيرة ص ١٦٤ : إنه قتل في كربلاء. وفي