__________________
عن عباد بن صهيب ، عن عيسى بن عبد الله العمري ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهالسلام : خلقت الارض لسبعة بهم يرزقون ، وبهم يمطرون ، وبهم ينصرون : أبو ذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة وعبد الله بن مسعود. قال علي عليهالسلام : وأنا إمامهم وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة.
روى المجلسي في بحار الانوار ٤٣ / ٢١٠ عن المفيد ، عن الصدوق ، عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن القاسم بن محمد رازي ، عن علي بن محمد الرامهرمزي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين عليهالسلام قال : لما مرضت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله وصت الى علي بن أبي طالب عليهالسلام أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ، ولا يؤذن أحدا بمرضها. ففعل ذلك ، وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رحمها الله على استمرار ذلك كما وصت به.
فلما حضرتها الوفاة وصت أمير المؤمنين أن يتولى أمرها ، ويدفنها ليلا ويعفي قبرها. فتولى ذلك أمير المؤمنين عليهالسلام. ودفنها ، وعفي موضع قبرها.
فلما نفض يده من تراب القبر ، هاج به الحزن ، فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال :
السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك ، والبائنة في الثرى ببقيعك. المختار الله لها سرعة اللحاق بك ، قلّ يا رسول الله عن صفيتك صبري ، وضعف عن سيدة النساء تجلدي ، إلا أن في التأسي لي بسنّتك ، والحزن الذي حلّ بي لفراقك موضع التعزي ، ولقد وسدتك في ملحود قبرك بعد أن فاضت نفسك على صدري وغمضتك بيدي ، وتوليت أمرك بنفسي.
نعم وفي كتاب الله أنعم القبول. إنّا لله وإنا إليه راجعون. قد استرجعت الوديعة واخذت الرهينة واختلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله.
أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد. لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي فيها أنت مقيم. كمد مقيّح ، وهم مهيّج سرعان ما فرق الله بيننا. وإلى الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتظاهر امتك علي ، وعلى هضمها حقها ، فاستخبرها الحال. فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد الى بثه سبيلا ، وستقول ، ويحكم الله وهو خير الحاكمين.
سلام عليك يا رسول الله سلام مودع لا سئم ولا قال. فإن أنصرف فلا عن ملالة وإن اقم فلا عن سوء ظني بما وعد الله الصابرين. الصبر أيمن وأجمل ، ولو لا غلبة المستولين علينا ، لجعلت المقام عند قبرك لزاما. والتلبث عنده معكوفا ، ولا عولت إعوال الثكلى على جليل الرزية. فبعين الله تدفن بنتك سرا ، ويهتضم حقها قهرا ، ويمنع إرثها جهرا ، ولم يطل العهد ولم يخلق منك الذكر ، فإلى الله يا رسول الله المشتكى. وفيك أجمل العزاء. فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته.