لكبار طلابه : « إنما علينا أن نلقي إليكم الأُصول وعليكم أن تُفرّعوا » (١). وقيل للإمام عليهالسلام : « لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني. أفيونس بن عبدالرحمن ثقة ، أآخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني ؟ فقال : نعم » (٢). بل أكثر من ذلك أمر الإمام الصادق عليهالسلام بعض طلابه بالفتيا في مسجد المدينة كأبان بن تغلب حينما قال له : « اجلس في مسجد المدينة وافت الناس فأني أُحب أن يُرىٰ في شيعتي مثلك » (٣).
ومن هنا يقول الدكتور حامد حفني داود فيما كتبه من تقريض لكتاب عقائد الإمامية للشيخ المظفر ، مشيراً إلى أهمية الاجتهاد ودوره في الفقه الشيعي الإمامي : « أمّا علماء الشيعة الإمامية فأنهم يبيحون لأنفسهم الاجتهاد في جميع صوره ... ويصرون عليه كل الإصرار ولا يقفلون بابه دون علمائهم في أي قرن من القرون حتىٰ يومنا هذا. وأكثر من ذلك نراهم يفترضون بل يشترطون وجود المجتهد المعاصر بين ظهرانيهم ، ويوجبون على الشيعة اتباعه رأسا دون من مات من المجتهدين ما دام هذا المجتهد المعاصر استمدّ مقومات اجتهاده ـ أُصولها وفروعها ـ ممن سلفه من المجتهدين وورثها عن الأئمة كابراً عن كابر. وليس هذا ما يلفت نظري ويستهوي فؤادي في قولهم بالاجتهاد ، وإنما الجميل والجديد في هذه المسألة أن الاجتهاد على النحو الذي نقرأه عنهم يساير سنن
______________
(١) وسائل الشيعة / الحرّ العاملي٢٧ : ٦١ / ٥١ باب٦ ، أبواب صفات القاضي ح٥١.
(٢) اثصدر السابق باب ١١ ح٣٣ ، كذلك ٢٧ : ١٤٧ / ٣٣ باب ١١ أبواب صفات القاك¨.
(٣) رجال النجاشي : ١٠ ، الفهرست / الشيخ الطوسي : ٥٧.