الله ذلك يوم القيامة ثعباناً من نار مطوقاً في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب ، وهو قول الله عزّوجلّ : ( سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (١). يعني ما بخلو به من الزكاة » (٢) ولبيان علة تشريع الزكاة وردت روايات كثيرة أيضاً كقول الصادق عليهالسلام : « ان الله عزّوجلّ فرض للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم ، ولو علم ان ذلك لا يسعهم لزادهم ، إنهم لم يؤتوا من قبل فريضة الله عزّوجلّ ، ولكن اُوتوا من منع من منعهم حقهم لا مما فرض الله لهم ، ولو أن الناس أدّوا حقوقهم لكانوا عائشين بخير » (٣).
فالزكاة إذن ضريبة مالية فرضها الشارع المقدس على المسلمين من أجل صلاح المجتمع ، وسد حاجات الطبقات الفقيرة.
المكلف الذي يجب عليه إداء الزكاة لابد أن تتوفر فيه عدة شرائط هي : البلوغ ، والعقل ، والحرية ، والملك ، والتمكّن من التصرف ، والنِصاب.
وتتعلق الزكاة بتسعة أشياء : الأنعام الثلاثة ( الابل والبقر والغنم ) ، والغلات الأربع ( الحنطة والشعير والتمر والزبيب ) ، والنقدين ( الذهب والفضة ) ، ولقد ذكر الفقهاء لتعلق الزكاة بالأنعام الثلاثة عدة شرائط ، هي : النصاب وهو الحد الذي
______________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ١٨٠.
(٢) الوسائل ٩ : ٢٢ / ١١٤٢٢ (٣) باب (٣) من أبواب ما تجب فيه الزكاة.
(٣) فروع الكافي ٣ : ٤٩٦ / ١ باب فرض الزكاة وما يجب في المال من الحقوق من كتاب الزكاة.