جدير بالذكر ان الشريعة الإسلامية رخصت الإفطار في بعض الحالات التي لا يقدر معها على الصوم كما في حالة المرض ، أو العطش الشديد ، وكذلك بالنسبة للمرأة الحامل ، كما رخص للشيخ والشيخة أيضاً (١).
المبحث الثاني / الزكاة
وضع الإسلام منظومته التشريعية مما يناسب واقع الإنسان ، وتلبية متطلبات الفرد والمجتمع بكل جديّة. واتّخذ الاساليب الكفيلة بتحقيق ذلك.
وبما أن كل مجتمع من المجتمعات لا يخلو بشكل أو بآخر من وجود فقراء ومحتاجين وغيرهم ممن تقطّعت بهم السُبل ؛ لذا بين الإسلام في تشريعاته الشريفة ما يضمن سد حاجاتهم ، ومن هنا جعل فريضة الزكاة واجبة على كل مسلم توفرت فيه بعض الشرائط التي سنذكرها ، ولذا قرنها الله سبحانه وتعالى مع الصلاة في أكثر الموارد. قال تعالى : ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) (٢) كما تظافرت الروايات بهذا المعنىٰ ، وعُدّت الزكاة في بعضها من مباني الإسلام على حد الصلاة والصيام. وشددت في عقوبة مانع الزكاة. فعن أبي جعفر عليهالسلام قال : « ما من عبد منع من زكاة ماله شيئاً الا جعل
______________
(١) لاحظ : المبسوط ١ : ٢٦٥ ـ ٢٨٨ ، السرائر ١ : ٣٦٤ ـ ٤٢١ ، اللمعة الدمشقية : ٥٢ ، جامع المقاصد ٣ : ٩٤ ، جواهر الكلام ١٧ : ١٥٩.
(٢) سورة البقرة : ٢ / ٤٣ ، وراجع أيضاً : سورة البقرة : ٨٣ ، ١١٠ ، ١٧٧ ، ٢٧٧.