السعادة الواقعية لا الموهومة. وحينما نقول أنها تستند إلى الله تعالى نقصد بذلك إنها مستمدة من الكتاب المجيد والسنّة النبوية الشريفة التي هي مجموعة أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله وأفعاله وتقريراته وبعده أوصياءه الطاهرين.
ومن هنا نعلم بأن الفقه الذي هو فهم الشريعة وبيان الأحكام الشرعية المتعلّقة بأفعال المكلّفين له دور بالغ في رسم خريطة المنظومة القانونية والسلوكية لحياة الإنسان بكل أبعادها. ولذا يتوجّب علىٰ كل مسلم التفقّه في الدين ومعرفة أحكام الله عزّوجلّ ؛ ولذا أكّدت النصوص الدينية بشكل كبير واهتمام بالغ علىٰ حثّ كل المسلمين على ذلك كقول الإمام الصادق عليهالسلام : « عليكم بالتفقّه في دين الله ولا تكونوا أعراباً ، فإنه من لم يتفقّه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملاً » (١).
اشتهر الحديث عن النبي صلىاللهعليهوآله في أنّ أُمّته ستفترق من بعده إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وأخبر أنّ فرقة واحدة منها فقط هي الفرقة الناجية. ثمّ أخبر صلىاللهعليهوآله ـ في حديث الثقلين المتّفق عليه ـ بأنّ من تمسّك من الأمّة بالكتاب والعترة فإنّه سوف لن يضلّ من بعده أبداً.
وقد أُسِّست المعارف الدينية عند الشيعة الإمامية على أساس الكتاب والسنّة النبوية الواصلة عن طريق العترة الطاهرة ويأتي في طليعتها العقائد والفقه. ونحن لا نريد ـ هنا ـ أن نبحث الموضوع من جهته الكلامية ؛ لأن لذلك
______________
(١) المحاسن / البرقي ١ : ٢٢٥ ، الكافي / لثقة الإسلام الكليني ١ : ٣١.