حقله الخاص من علم الكلام والتاريخ. وإنما نريد أن نطل على آفاق مدرسة أهل البيت عليهمالسلام في المجال الفقهي وما تميّزت به مدرستهم المباركة.
فبعد أن حقّقت هذه المدرسة المباركة تفوّقاً واضحاً في الحقل العقائدي من خلال تثبيت دعائم العقيدة الصحيحة على أُسس ثابتة وركائز راسخة ، جلّت أن تخالطها الرؤى النسبية ، وتنزّهت أن تمازجها إيحاءات اللامعقول ، فطفقت مهيمنة علىٰ من سواها من الاتجاهات الفكرية. نراها أرست أقوى الدعائم وأمتنها في المجال الفقهي بنفس المستوى. فكان أهل البيت عليهمالسلام الينبوع الدفّاق الذي تعبُّ من معينه العذب الأُمة بسائر قطاعاتها حتّى أن الجهات السلطوية كثيراً ما كانت تلجأ إليهم لحلّ بعض المعضلات للخروج من الإحراجات التي كانوا يقعون فيها على صعيد الفتوىٰ والقضاء.
ولقد تجسّدت فيهم المرجعية الدينية بحقّ ، ومن بيت الوحي كانت الانطلاقة لبيان وتبليغ أحكام الله ، فقد قاموا بنشر الثقافة الدينية والفقهية العامة علىٰ نطاق واسع ، وبوضع الأُسس لنواة مدرسة فقهية أصيلة تستمد أصالتها من أرتباطها بالنهج الصحيح للإسلام كتاباً وسنّة ، وتبتني على الأُصول المتينة علىٰ وفق الشريعة بمنهج علمي منطقي متناسق.
وهكذا فقد تميّز الفقه الإمامي باعتماده
علىٰ كتاب الله العزيز وسنّة النبي صلىاللهعليهوآله
المحفوظة والمدوّنة عند عترته الطاهرة والمروية من أتباعهم الصادقين الضابطين ، في الوقت الذي فقد الآخرون مثل هذا النبع الصافي مدّة طويلة ضاع فيها كلّ شيء نتيجة السياسة الغاشمة ، واختلط الحقّ بالباطل بتفشّي الوضع في الحديث