والكذب الكثير على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولهذا اضطرّوا إلى استعمال القياس (١) والاستحسان (٢) والمصالح المرسلة (٣) إلى غير ذلك من الاستنباطات الظنّية ، لأجل قلّة النصوص الصحيحة وندرتها عندهم مع كثرة الاحتياج إلى الفروع الفقهية الجديدة.
كما أنّ أهم ما يمتاز به الفقه الإمامي هو سعة منابعه الحديثية بفضل عطاء العترة الذي دام ٢٥٠ سنة بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله فيما كان يفقد الآخرون مثل هذا المنبع الواسع الزاخر المستمر.
كما أن أهم ما يمتاز به هو نقاوة المصدر الذي كان يشكّل الركيزة الأساسية للفقه الإمامي بعد القرآن الكريم بفضل ما تتمتّع به العترة الطاهرة من العصمة التي دلّت عليها آية التطهير بوضوح ، فضلاً عن أدلّة المعقول والمنقول. ومن هذه الشجرة الطيبة الراسخة الجذور المتصلة بالنبوة نتجت هذه الثمرة وهي « الفقه
______________
(١) القياس المقصود هنا هو : التماس العلل للأحكام الشرعية من طريق العقل البشري وجعلها مقياسا لصحة النصوص التشريعية ! فما وافقها فهو حكم الله الذي يؤخذ به وما خالفها كان موضعا للرفض والتشكيك. راجع : اُصول الفقه المقارن / السيد محمّد تقي الحكيم : ٢٩٢.
(٢) المقصود من الاستحسان هو ما يستحسنه المجتهد بطبعه أو بعادته أو نحو ذلك من دون أمارة شرعية. راجع : الموسوعة الفقهية الميسرة / الشيخ محمّد علي الأنصاري ٢ : ٤١٠.
(٣) المصالح المرسلة ليس لها تعريف جامع ، والاستصلاح عند بعضهم : نوع من الحكم بالرأي المبني على المصلحة وذلك في كلّ مسألة لم يرد في الشريعة نصّ عليها. راجع الأصول العامّة للفقه المقارن : ٣٨٢.