عليه سكرات الموت ، والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيامة ، والسادسة يعطيه الله براءة من النار ، والسابعة يطعمه الله عزّوجلّ من طيبات الجنة » (١).
وفلسفة الصوم زيادة على ما تهدف إليه من تهذيب النفس والابتعاد بها عن الانكباب على الشهوات المادية والانقطاع إلى الله عزّوجلّ. تهدف أيضاً إلىٰ ما فيه خير المجتمع وذلك عن طريق إشعار الصائم بما يعانيه الفقراء والمحتاجين من عدم الحصول على الطعام أو التلذذ بلذائذ الحياة وحينئذ لابد من مد يد العون لمثل هؤلاء هذا فضلاً عمّا في الصوم من عبرة تذكّر الصائم ـ بجوعه وعطشه ـ جوع وعطش يوم القيامة. ومن هنا نجد الإمام الصادق عليهالسلام يقول : « فطرك لأخيك وادخالك السرور عليه اعظم اجرا من صيامك » (٢). وكذلك فإن الصيام هو للجوارح والجوانح معاً بمعنى التقيد بالاوامر والنواهي الإلهية فلابد أن تصوم العين عن المحرمات والأذن كذلك واللسان وغيرها. وبكل ذلك صلاح الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة.
فإذا هل هلال شهر رمضان وجب على كل مكلف الصيام ولكن بعد تحقق جملة من الشرائط ، وهي : الإيمان ، والعقل ، والخلو من الحيض ، والنفاس ،
______________
(١) الفقيه ٢ : ٤٣ ـ ٤٤ / ١٩٥ باب علّة فرض الصيام ، والوسائل ١٠ : ٢٤٠ ـ ٢٤١ / ٤ باب ١ من أبواب أحكام شهر رمضان.
(٢) روضة الواعظين ٢ : ٣٤٢.