هناك مسائل أخرى متعلقة بالصلاة وقع الخلاف فيها أيضاً بين الشيعة ومن سواهم كمسألة البسملة. فان الشيعة اكدت كونها جزءا من كل سورة عدا سورة التوبة ، غير أن العامة لم يعتقدوا بذلك ، وإنما قالوا بأنها جزء من سورة الفاتحة فحسب ! وهو قول باطل وقد اعترف إمامهم الرازي ببطلانه في المسائل الفقهية المستنبطة من سورة الفاتحة مشيراً بأن اسقاط البسمة من سورة الفاتحة كان من سنة الباغي الطليق معاوية ، كل ذلك لأجل معاندة أمير المؤمنين علي عليهالسلام الذي ثبت عنه قراءة البسملة في الفاتحة ، حتىٰ قال في ذلك : « ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدىٰ ، والدليل عليه قوله صلىاللهعليهوآله : « اللهم أدر الحق مع علي حيث دار » (١).
هذا فضلاً عن ثبوت ذلك عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
كما قال الرازي في رد خبر أنس بن مالك وابن المغفّل الذي أخرجه الكذابون الدجالون في كون البسملة ليست آية من الفاتحة !! قال : « إن الدلائل العقلية موافقة لنا وعمل علي بن أبي طالب عليهالسلام معنا ، ومن اتّخذ عليّاً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقىٰ في دينه ونفسه » (٢).
والحمد لله الذي أجرى الحق على لسانه ، والعجب العجاب ممن يصرّ على إسقاط البسملة في صلاته حتىٰ لكأنه يرغب في أن لا تقبل
______________
(١) التفسير الكبير / الرازي ١ : ٢٠٥ المسائل الفقهية المستنبطة من الفاتحة / الحجة الخامسة.
(٢) التفسير الكبير / ١ : ٢٠٧ المسائل الفقهية المستنبطة من الفاتحة ـ الوجه السابع في جواب خبر أنس.