حنيف (١).
أما فتاوى الصحابة فهي كثيرة جداً ، فمثلاً كان الصحابي الكبير عبدالله بن مسعود لا يرى السجود إلّا على التراب. وكان أبو بكر لا يسجد إلّا على الأرض. وكان عبادة بن الصامت الانصاري الخزرجي يرى وجوب السجود على الأرض مباشرة. وكذا جابر بن عبدالله الأنصاري. بل أن عمر بن الخطاب كان يفتي بعدم جواز السجود على غير الأرض اختياراً (٢).
وبهذا يتبيّن ان سجود رسول الله صلىاللهعليهوآله في صلاته ، وكذلك أهل البيت قاطبة عليهمالسلام ، وكل الصحابة أيضاً دال على صحة سجود الشيعة وبطلان ما عداه بأحسن الوجوه وأتمها والحمد لله.
وإذا اتضح هذا ، فاعلم بان السجود على التربة الحسينية هو سجود على أشرف الأرض وأطهرها ، وقد وردت في هذا تأكيدات كثيرة من أهل البيت عليهمالسلام ، وأما ما يقوله أعداؤهم ولا كرامة بهم ، فجوابه : ان التربة هي قطعة من الأرض نظيفة طاهرة والسجود عليها لا لها كما يدعي الجاهلون الأغبياء والمشنعون الحمقىٰ.
______________
(١) مسند أحمد ٣ : ٥٣٩ / ١١٥٨٩ ، الطبقات ٢ ق ٢ : ١٦٠ ، سنن الترمذي ٢ : ١٥١ / ٣٣١ باب ما جاء في الصلاة على الخمرة ، ابن ماجه ١ : ٣٢٨ ، سنن الدارمي ١ : ٣١٩ ، صحيح البخاري حديث (٣٣٣) باب (٣٠) بلا عنوان. آخر أبواب كتاب الحيض. وحديث (٣٨١) باب الصلاة على الخمرة ، من كتاب الصلاة.
(٢) المدونة الكبرى ١ : ٧٤ ، المصنف ١ : ٣٦٧ ، تحفة الاحوذي ١ : ٢٧٣ ، مجمع الزوائد ٢ : ٥٧.