الإمامي ».
وامتاز أيضاً بالسعة والشمولية والعمق والدقّة والانسجام الكامل مع الروح الإسلامية ، والنقاوة والبرهنة الساطعة والقدرة علىٰ مسايرة مختلف العصور ومستجداتها في الإطار الإسلامي دون تخطّي الحدود المرسومة لها (١).
وامتاز أيضاً بفتح باب الاجتهاد في كلّ زمان ومكان ، حيث لم تغلق الأبواب دونه ، ولم يتحجّر في زاوية من زوايا التاريخ ليفقد سمة التجدّد والابداع كما هو الحال في تاريخ فقه العامة.
كما امتاز الفقه الإمامي بعدم الاجتهاد بالرأي المحض التي يعتمد على الاستحسانات الذوقية والظنون اللاشرعية.
الاجتهاد في الاصطلاح الفقهي هو : ملكة تحصيل الحجج على الأحكام الشرعية أو الوظائف العملية شرعية أو عقلية (٢).
إذا عرفنا هذا نقول : إن مما لا يقبل الانكار أن بقاء الدين في كلا حقليه العقائدي والتشريعي إنما هو نتيجة الجهود المبذولة في سبيل صقل العقيدة وتنمية الشريعة فلو كان المسلمون يقتصرون على أخذ ما وصل إليهم عن طريق الوحي من دون تكرير وتقرير أو تدبّر وإمعان وبحث ونقاش لزال الدين واندرس ولم يبقَ منه خبر ولا أثر.
______________
(١) تذكرة الأعيان / الشيخ جعفر السبحاني : ٢٢٦.
(٢) مصباح الأُصول / السيد محمد سرور البهسودي : ٤٣٤.