الفصل الثاني / الصلاة
إن الصلاة هي أحب الأعمال إلى الله تعالى ، وهي آخر وصايا الأنبياء عليهمالسلام ، وهي عمود الدين إذا قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها ، وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم ، فإن صحت نظر في عمله ، وإن لم تصح لم ينظر إلى بقية أعماله ، فهي كالنهر الذي يجري فكما أن الذي يغتسل فيه كل يوم خمس مرات لم يبق في بدنه شيء من الدرن كذلك كلما صلى صلاة كَفّر ما بينهما من الذنوب ، وليس ما بين المسلم وبين أن يَكْفُر إلا أن يترك الصلاة ، وإذا كان يوم القيامة يدعى بالعبد فأول شيء يسأل عنه الصلاة ، فإن جاء بها تامة فهو ، وإلّا زخّ في النار. وفي الصحيح قال مولانا الصادق عليهالسلام : « ما أعلم شيئاً بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة ، ألا ترى أن العبد الصالح عيسى بن مريم عليهالسلام قال : ( وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ مَا دُمْتُ حَيّا ) (١) » (٢).
______________
(١) سورة مريم : ١٩ / ٣١.
(٢) الكافي ٣ : ٢٦٤ / ١ باب فضل الصلاة من كتاب الصلاة.