عنه وروايته عن عثمان بن عيسى. وأحمد بن محمد بن عيسى ثقة جليل وممّن يعتمد على روايته ، وإنما الضعيف هو أحمد بن محمد بن يحيى الواقع في طريق الشيخ قدسسره ورواها في الوسائل بطريق الكليني قدسسره فراجع (١) فلا إشكال في الرواية من هذه الجهة.
ثم إن صاحب المدارك وشيخنا البهائي قدسسرهما ناقشا في سند الرواية من ناحية أُخرى وهي أن الراوي عن ابن مسكان وهو عثمان بن عيسى واقفي لا يعتمد على نقله فالسند ضعيف.
ويرده أنه وإن كان واقفياً كما أُفيد إلاّ أنه موثق في النقل عندهم ، ويعتمدون على رواياته بلا كلام على ما يستفاد من كلام الشيخ قدسسره في العدّة (٢) بل نقل الكشي قولاً بأنه ممن اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم (٣). أضف إلى ذلك أنه ممّن وثقه ابن قولويه لوقوعه في أسانيد كامل الزيارات. ومع الوثوق لا يقدح كونه واقفياً أو غيره. نعم ، بناء على مسلك صاحب المدارك قدسسره من اعتبار كون الراوي عدلاً إمامياً لا يعتمد على رواية الرجل لعدم كونه إمامياً.
وقد ناقشا في الرواية ثالثاً : بأن أبا بصير مردد بين الموثق والضعيف فالسند ضعيف لا محالة.
والإنصاف أن هذه المناقشة مما لا مدفع له إذ يكفي فيها مجرد الاحتمال وعلى مدعي الصحة إثبات أن أبا بصير هو أبو بصير الموثق ، ولا ينبغي الاعتماد والوثوق على شيء مما ذكروه في إثبات كونه الموثق في المقام. وقد اعترف بذلك صاحب الحدائق أيضاً إلاّ أنه ميّزه بقرينة أن أكثر روايات ابن مسكان إنما هو عن أبي بصير الموثق ، والكثرة والغلبة مرجحة لأحد الاحتمالين على الآخر لأن الظن يلحق الشيء بالأعم الأغلب.
ولا يخفى أن هذه القرينة كغيرها مما ذكروه في المقام مما لا يفيد الاطمئنان
__________________
(١) الحدائق ١ : ٢٦٨.
(٢) العدّة : ٥٦ السطر ١٩ / في الترجيح بالعدالة.
(٣) رجال الكشي : ٥٦٦ / ١٠٥٠.