وأنّه : إذا أراد الله بعبدٍ خيراً زهّده في الدنيا وبصّره عيوبها (١).
وأنّه إذا تخلّى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حبّ الله ، وكان عند أهل الدنيا كأنّه قد خولط ، وإنّما خالط القوم حلاوة حبّ الله (٢).
وأنّ في طلب الدنيا إضراراً بالآخرة ، وفي طلب الآخرة إضراراً بالدنيا ، فأضرّوا بالدنيا فإنّها أحقّ بالاضرار (٣).
وأنّ ملكاً ينادي كلّ يومٍ ابن آدم لد للموت واجمع للفناء وابن للخراب (٤).
وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ما لي والدنيا ، إنّما مثلي ومثلها كمثل راكبٍ رفعت له شجرة في يوم صائفٍ فقال تحتها ، ثمّ راح وتركها (٥).
وأنّه قال الله تعالى : يا موسىٰ ، لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين ، ولو وكلتك إلى نفسك تنظر إليها ، إذاً لغلب عليك حبّ الدنيا وزهرتها ، واعلم : أنّ كلّ فتنةٍ بدؤها حبّ الدنيا ولا تغبط أحداً بكثرة المال ، فإنّ مع كثرة المال تكثر الذنوب لواجب الحقوق ، ولا برضى الناس عنه حتّىٰ تعلم أنّ الله راضٍ عنه ، ولا بطاعة الناس له فإنّ طاعة الناس على غير الحقّ هلاك له ولمن اتّبعه (٦).
وأنّ مثل الدنيا كمثل الحيّة ، ما ألين مسّها وفي جوفها السّمّ الناقع ، يحذرها الرجل العاقل ، ويهوى إليها الصبيّ الجاهل (٧).
وأنّ من اتّقى الله رفع عقله عن أهل الدنيا ، فبدنه مع أهل الدنيا وقلبه وعقله
____________________________
١) الكافي : ج ٢ ، ص ١٣٠ ـ الوافي : ج ٤ ، ص ٣٩١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٥٥.
٢) الكافي : ج ٢ ، ص ١٣٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٥٦.
٣) الكافي : ج ٢ ، ص ١٣١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٦١.
٤) الكافي : ج ٢ ، ص ١٣١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٦٤.
٥) الكافي : ج ٢ ، ص ١٣٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٦٨ ـ الأنوار النعمانية : ج ٣ ، ص ١٠٤.
٦) الكافي : ج ٢ ، ص ١٣٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٧٣.
٧) نهج البلاغة : الحكمة ١١٩ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج ٦ ، ص ١٣٨ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٣١٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٧٥.