وأنّه : لا يجد ريح الجنّة جعظريّ ، وهو : الذي لا يشبع من الدنيا (١).
وأنّ الكاظم عليهالسلام قال عند رؤية قبرٍ : إنّ شيئاً كان هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوّله. وإنّ شيئاً هذا أوّله لحقيق أن يخاف آخره (٢).
وأنّ من عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي اللهَ يوم القيامة وليست له حسنة يتّقي بها النار (٣).
وأنّ المسجون : من سجنته دنياه عن آخرته (٤).
وأنّ آخر نبيٍّ يدخل الجنّة سليمان بن داود عليهالسلام ، وذلك لما اُعطي في الدنيا (٥).
وأنّها قد أصبحت كالعروس المجلوّة ، والقلوب إليها تائقة ، وهي لأزواجها كلّهم قاتلة ، فلا الباقي بالماضي معتبِر ، ولا الآخر بسوء أثرها على الأوّل مُزدجِر ، ولا اللبيب فيها بالتجارب منتفِع ، والناس لها طالبان : طالب ظفر بها فاغترّ ، وآخر لم يظفر بحاجته ففارقها بغرّته وأسفه ، فارتحلا جميعاً بغير زادٍ ، والسّارِ فيها غارّ ، والنافع فيها ضارّ ، ولو كان خالقها لم يُخبر عنها ولم يأمر بالزهد عنها لكانت وقائعها وفجائعها قد أنبهت النائم ، وكيف وقد جاء عنها من الله زاجر ؟! وقد صغّرها الله أن يجعل خيرها ثواباً للمطيعين وعقوبتها عقاباً للعاصين (٦).
ومما يدلّ على دناءتها : أنّ الله زواها عن أوليائه اختياراً ، وبسطها لأعدائه اختباراً ، والله لو أنّها كانت سهل المنال بلا تعبٍ ونصب غير أنّ ما أخذ منها لزمه
____________________________
١) الصافي : ج ٥ ، ص ٢١٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٠٣.
٢) معاني الأخبار : ص ٣٤٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٣١٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٠٣ و ج ٧٨ ص ٣٢٠.
٣) وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٨٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٠٣.
٤) الوافي : ج ٤ ، ص ٢٦ ـ بحار الأنوار : ج ٦٧ ، ص ٨١ وج ٧٣ ، ص ١٠٥ ـ مرآة العقول : ج ٧ ، ص ٣.
٥) بحار الأنوار : ج ١٤ ، ص ٧٤ وج ٧٣ ، ص ١٠٧.
٦) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٠٨ إلى ١١٠.