وأنّ الناس أبناء الدنيا ، ولا يُلامُ الرجل على حبّ أمّه (١).
وأنّ من هوانها على الله أن لا يُعصىٰ إلّا فيها ، ولا يُنال ما عنده إلّا بتركها (٢).
وأنّها خلقت لغيرها ولم تخلق لنفسها (٣).
وأنّ في حلالها حساب وفي حرامها عقاب (٤).
وأنّ ابليس خاطب الدّرهم والدّينار وقال : ما اُبالى من بني آدم إذا أحبّوكما أن لا يعبدوا وثناً ، حسبي من بني آدم أن يحبّوكما (٥).
وأمّا الدنيا الممدوحة التي يمكن سلب اسم الدنيا عنها فقد عرفت أنّها كلّما كان من هذه الدنيا لله تعالىٰ ، وفي طريق الوصول إلى رضاه ، ولازم ذلك أن لا يكون تحصيله وحفظه وصرفه والانتفاع به إلّا عن طريقٍ سوّغه الشرع وأباحه أو أحبّه وندب إليه.
فقد ورد : أنّه : قيل للصادق عليهالسلام : إنّا لنحبّ الدنيا ، فقال : تصنع بها ماذا ؟ قال أتزوّج منها وأحجّ بها و اُنفق على عيالي وأنيل أخواني وأتصدّق ، قال لي : ليس هذا من الدنيا ، هذا من الآخرة (٦).
وأنّ قوله تعالىٰ : ( وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ) (٧) اُريد به الدنيا (٨).
____________________________
١) غرر الحكم ودرر الكلم : ج ٢ ، ص ٦٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٣١.
٢) نهج البلاغة : الحكمة ٣٨٥ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج ٢ ، ص ٦٢٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٣٢.
٣) نهج البلاغة : الحكمة ٤٦٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٣٣.
٤) بحار الأنوار : ج ٧٨ ، ص ٢٣ و ٣٧.
٥) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٣٧.
٦) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٢٨.
٧) النحل : ٣٠.
٨) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٠٧.