ينفعك ، ثمّ تلحّ عليّ بالمسألة فأعطيك ما سألت فتستعين به على معصيتي ، فأهمّ بهتك سترك فتدعوني ، فأستر عليك ، فكم من جميلٍ أصنع معك ، وكم من قبيحٍ تصنع معي ، يوشك أنْ أغضب عليك غضبةً لا أرضىٰ بعدها أبداً (١).
وممّا يدلّ على تأثيرها في باطن الإنسان وقلبه وروحه :
ما ورد في النصوص : أنّه : ما من شيء أفسد للقلب من خطيئته ، إنّ القلب ليواقع الخطيئة فلا تزال به حتّىٰ تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله ، (٢) ( فلا تزال به ، أي : لا يزال يتكرّر جنس الخطيئة حتّىٰ يغلب عليه ، أو لا تزال تلك الخطيئة الواقعة تؤثّر ؛ لعدم التوبة حتّىٰ تغلب عليه ، وصيرورة أعلاه أسفله : إمّا كناية عن كونه نحو الظرف المقلوب لا يستقرّ في شيء فلا يستقرّ الإيمان والمعارف في القلب ، أو المعنىٰ ينقلب توجّه القلب من جهة الحقّ والدين التي هي العليا إلى جهة الدنيا التي هي السفلىٰ.
وأنّه : ما من عبدٍ مؤمنٍ إلّا وفي قلبه نكتة بيضاء ، فإن أذنب وثنّى ، خرج من تلك النكتة سواد ، فإن تاب انمحت ، وإن تمادىٰ في الذنوب اتّسع ذلك السواد حتّىٰ يغطّي البياض ، فاذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً ، (٣) وهو قول الله : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (٤).
وأنّ العمل السّيىٔ أسرع في صاحبه من السّكين في اللحم (٥).
____________________________
١) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٦٥.
٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٨ ـ الامالي : ج ١ ، ص ٣٢٤ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٣٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٥٤ ، وج ٧٣ ، ص ٣١٢.
٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٣ ـ الوافي : ج ٥ ، ص ١٠٠٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٣٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٣٢.
٤) المطففين : ١٤.
٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٣٠.