جاهد في مخالفة الشهوات كان قلبه مستقرّ الملائكة ومهبطهم وعاد صاحبه ممّن سبقت له من الله الحسنى ، وقد قال تعالى : ( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ) (١).
وذكرنا هذا ليسهل عليك فهم ما سوف نذكره من الأحاديث المقصودة واستفدنا ذلك من كلمات بعض المحقّقين على ما نقله عنه الفاضل المجلسي قدسسره في ج ٧٠ من البحار.
وأمّا النصوص الواردة في بيان القلب وحالاته فعن النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « في الإنسان مضغة إذا هي سلمت وصحّت سلم بها سائر الجسد ، فإذا سقمت سقم لها سائر الجسد وفسد ، وهي القلب » (٢). والمراد بالقلب : الروح الإنسانيّ التي لها تعلّق خاصّ بالقلب الصنوبريّ ، والمراد من صحّتها : حصول صفة التسليم لها ، ومن مرضها : عروض الطغيان عليها ، وسلامة سائر الجسد عدم صدور المعاصي منه ، وسقمه صدورها عنه. وهذا هو المراد من قوله عليهالسلام : « إذا طاب قلب المرء طاب جسده ، وإذا خبث القلب خبث الجسد » (٣). وكذا من قول علي عليهالسلام : « أشد من مرض البدن مرض القلب ، وأفضل من صحّة البدن تقوىٰ القلوب » (٤).
وفي صحيح أبان عن الصادق عليهالسلام : « ما من مؤمن إلّا لقلبه اُذنان في جوفه : اُذن ينفث فيها الوسواس الخنّاس ، واُذن ينفث فيها الملك ، فيؤيّد الله المؤمن بالملك وذلك قوله : وأيّدهم بروح منه » (٥). وورد في النصوص : أنّ للقلب أذنين ، فإذا همّ العبد
____________________________
١) المؤمنون : ٩٧ ـ ٩٨.
٢) بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٥٠ ـ الخصال ص ٣١.
٣) بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٥٠ ـ الخصال ص ٣١ ـ نور الثقلين : ج ٣ ، ص ٥٨٥.
٤) بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٥١.
٥) بحار الأنوار : ج ٦٣ ، ص ١٩٤ ج ٦٩ ، ص ٢٦٧ ـ ج ٧٠ ، ص ٤٨ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٧ ـ مرآة العقول : ج ٩ ، ص ٣٩٢ ـ نور الثقلين : ج ٥ ، ص ٢٦٩.