تامة قال حماد فأصابني في نفسي الذل.
فقلت جعلت فداك فعلمني الصلاة فقام أبو عبد الله عليهالسلام مستقبل القبلة منتصبا فأرسل يديه جميعا على فخذيه قد ضم أصابعه وقرب بين قدميه حتى كان بينهما قدر ثلاث أصابع منفرجات واستقبل بأصابع رجليه جميعا القبلة لم يحرفهما عن القبلة وقال بخشوع الله أكبر ثم قرأ الحمد بترتيل و « قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » ثم صبر
______________________________________________________
يصدق ، وصدوره عن الإمام عليهالسلام من أقوى الحجج على جوازه ، « ومنكم » حال من الرجل أو وصف له فإن لامه جنسية والمراد : ما أقبح بالرجل من الشيعة أو من صلحائهم ، « بحدودها » متعلق بيقيم و « تامة » إما حال من حدودها أو نعت ثان لصلاته.
قوله عليهالسلام : « منتصبا » يدل على الانتصاب وهو استواء فقرات الظهر وإرسال اليدين وضم الأصابع حتى الإبهام ، وأن أقل تفريج القدمين في الفصل ثلاث أصابع مفرجات. وأكثره في سائر الأخبار شبر.
قوله عليهالسلام : « بخشوع » أي تذلل وخوف وخضوع وبذلك فسر الخشوع في قوله تعالى « الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ » (١) وفي الصحاح خشع ببصره أي غضه وقال : الشيخ الطبرسي (ره) الخشوع يكون بالقلب وبالجوارح ، فأما بالقلب فهو أن يفزع قلبه بجمع الهمة بها والإعراض عما سواها فلا يكون فيه غير العبادة والمعبود ، وأما بالجوارح فهو غض البصر والإقبال عليها وترك الالتفات والعبث.
قوله عليهالسلام : « بترتيل » قال : الشيخ البهائي (ره) الترتيل التأني وتبين الحروف بحيث يتمكن السامع من عدها. مأخوذ من قولهم ثغر رتل ومرتل إذا كان مفلجا وبه فسر قوله تعالى « وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً » (٢) وعن أمير المؤمنين عليهالسلام
__________________
(١) سورة المؤمنون : الآية ٢.
(٢) سورة المزّمّل : الآية ٤.