المجلس ، وأن يسلم على من يلقى ، وأن يترك المراء كان محقا ، ولا يحب أن يحمد على التقوى (١).
٤ ـ فس : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وتواضع من غير منقصة ، وجالس أهل الفقه والرحمة ، وخالط أهل الذل والمسكنة وأنفق مالا جمعه في غير معصية.
٥ ـ ما : في وصية أمير المؤمنين عليهالسلام عند موته : عليك بالتواضع فانه من أعظم العبادة (٢).
٦ ـ جا ، ما : المفيد ، عن أحمد بن الحسين بن اسامة ، عن عبيد الله بن محمد الواسطي ، عن محمد بن يحيى ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام قال : أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب ، وعليه خلقان الثياب ، قال : فقال جعفر بن أبي طالب : فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما رأى مابنا وتغير وجوهنا قال : الحمد لله الذي نصر محمدا وأقر عيني به ، ألا ابشركم؟ فقلت : بلى أيها الملك ، فقال : إنه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك وأخبرني أن الله قد نصر نبيه محمدا صلىاللهعليهوآله وأهلك عدوه ، وأسر فلان وفلان ، وقتل فلان وفلان التقوا بواد يقال له بدر كأني أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيدي هناك وهو رجل من بني ضمرة.
فقال له جعفر : أيها الملك الصالح مالي أراك جالسا على التراب ، عليك هذه الخلقان؟ فقال : ياجعفر إنا نجد فيما انزل على عيسى من حق الله على عباده أن يحدثوا لله تواضعا عندما يحدث لهم من نعمة ، فلما أحدث الله تعالى لي نعمة نبيه محمد صلىاللهعليهوآله أحدثت لله هذا التواضع.
قال : فلما بلغ النبي صلىاللهعليهوآله ذلك قال لاصحابه : إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة ، فتصدقوا يرحمكم الله ، وإن التواضع يزيد صاحبه رفعه فتواضعوا يرفعكم
____________________
(١) معانى الاخبار ص ٣٨١. (٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٦.