غفور رحيم * لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون إلى قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور.
١ ـ فس : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة « نزلت في حاطب بن أبي بلتعة ولفظ الاية عام ومعناه خاص وكان سبب دلك أن حاطب بن أبي بلتعة كان قد أسلم ، وهاجر إلى المدينة ، وكان عياله بمكة ، وكانت قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله صلىاللهعليهوآله فصاروا إلى عيال حاطب وسألوهم أن يكتبوا إلى حاطب يسألونه عن خبر محمد صلىاللهعليهوآله وهل يريد أن يغزو مكة؟ فكتبوا إلى حاطب يسألونه عن ذلك فكتب إليهم حاطب أن رسول الله صلىاللهعليهوآله يريد ذلك ، ودفع الكتاب إلى امرأة تسمى صفية ، فوضعته في قرونها ومرت ، فنزل جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله فأخبره بذلك ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله أمير المؤمنين والزبير بن العوام في طلبها فلحقوها ، فقال لها أمير المؤمنين : أين الكتاب؟ فقالت : ما معي شئ ففتشوها فلم يجدوا معها شيئا فقال الزبير : ما نرى معها شيئا فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : والله ما كذبنا رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا كذب رسول الله صلىاللهعليهوآله على جبرئيل صلوات الله عليه ولا كذب جبرئيل على الله جل ثناؤه ، والله لتظهرن الكتاب أو لاوردن رأسك إلى رسول الله ، فقالت : تنحيا حتى اخرجه ، فأخرجت الكتاب من قرونها فأخذه أمير المؤمنين عليهالسلام وجاء به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا حاطب ما هذا؟ فقال حاطب : والله يا رسول (ص) ما نافقت ولا غيرت ولا بدلت ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا ، ولكن أهلي وعيالي كتبوا إلى بحسن صنيع قريش إليهم ، فأحببت أن اجازي قريشا بحسن معاشرتهم ، فأنزل الله جل ثناؤه على رسول الله صلىاللهعليهوآله «يا أيها الذين