تكن فيه منهنّ إلاّ واحدة لكانت موبقة : أنتزاؤه على هذه الأمّة بالسفهاءَ بالسيف ـ حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم ، وفيهم بقايا الصحابة ، وذووا الفضيلة ، وإستخلافه ابنه بعده سكيراً خمّيراً ، يلبس الحرير ويضرب بالطنابير ، وإدعاؤه زياداً ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) ، وقتله حُجراً وأصحاب حُجر ، ويا ويلاً له من حُجر وأصحاب حُجر ، قالها مرتين ) (١).
وليتني أدري ما الذي جعل الحسن البصري لا يذكر من بوائق معاوية إلاّ هذه الأربع! مع أنّ أفعال معاوية كلّها بوائق ، بدءاً من أيام عثمان ومروّراً بأيام الإمام عليهالسلام ، وحرب صفين تكفي في إدانته بإراقة دماء الآلاف من المسلمين ، وإنتهاءاً بأيام الإمام الحسن عليهالسلام وغدره به في نكثه شروط الصلح ولم يف له بواحدة منها.
ومهما يكن فاستعظامه قتل حُجر حتى قال مرتين : ( ويلاً له من حُجر وأصحاب حُجر ) ، لأنّ حُجر كان من عباد الله الصالحين الذين أغضب اللهَ قتلُه وأهلَ السماء ، كما في حديث عائشة فيما روته عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد قالت لمعاوية حين دخل عليها بالمدينة : ( يا معاوية ، قتلت حُجر وأصحابه ، أنا والله لقد بلغني أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ( سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول ) : ( أنّه سيقتل بعذراء سبعة رجال يغضب الله لهم وأهل السماء ) ، أخرجه يعقوب بن سفيان البسوي في ( المعرفة والتاريخ ) (٢).
____________
١ ـ الطبري ٥ / ٢٧٩.
٢ ـ المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ ط أوقاف بغداد ، وأخرجها البيهقي في دلائل النبوة ٦ / ٤٥٧ بسنده إلى أبي الأسود عن عائشة٠