أقول : لعلّه يريد بهذا ما قاله الشيخ الصدوق رحمة الله في كتابه من لا يحضره الفقيه ، فقد قال : ( وقال الفضل بن شاذان : إعلم أنّ الجدّ بمنزلة الأخ أبداً يرث حيث يرث ، ويسقط حيث يسقط ، وغلط الفضل في ذلك ، لأنّ الجدّ يرث مع ولد الولد ولا يرث معه الأخ ، ويرث الجدّ من قبل الأب مع الأب ، والجدّ من قبل الأم مع الأم ، ولا يرث الأخ مع الأب والأخ ، وابن الأخ يرث مع الجدّ ولا يرث مع الأخ ، فكيف يكون الجدّ بمنزلة الأخ أبداً؟ وكيف يرث حيث يرث ويسقط حيث يسقط؟ بل الجدّ مع الإخوة بمنزلة واحد منهم ، فأمّا أن يكون أبداً بمنزلتهم يرث حيث يرث الأخ ويسقط حيث يسقط فلا.
وذكر الفضل بن شاذان من الدليل على ذلك : ما رواه فراس ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ، أنّه قال : كتب إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في ستة إخوة وجدّ : ( أن إجعله كأحدهم وامح كتابي ) فجعله عليّ عليهالسلام سابعهم ، وقوله عليهالسلام : ( وامح كتابي ) كره أن يشنّع عليه بالخلاف على من تقدمه ، وليس هذا بحجة للفضل بن شاذان ، لأنّ هذا الخبر إنّما يثبت أنّ الجدّ مع الإخوة بمنزلة واحدة منهم ، وليس يثبت كونه أبداً بمنزلة الأخ ، ولا ثبت أنّه يرث حيث يرث الأخ ، ويسقط حيث يسقط الأخ به ) (١).
أقول : وما ذكره الصدوق عن فراس عن الشعبي ، رواه البيهقي بسنده في سننه الكبرى ، ولفظه قال : ( كتب ابن عباس إلى عليّ رضياللهعنه يسأله عن ستة
____________
١ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ / ٢٠٨.