إخوة وجدّ ، فكتب إليه : ( إجعله كأحدهم ، وأمح كتابي ) (١).
وتبقى مسألة ميراث الجدّ من معضلات المسائل حتى روي عن الإمام عليهالسلام أنّه قال : ( من أراد أن يتقحم جراثيم جهنم فليقل في الجدّ ) (٢).
وسيأتي مزيد إيضاح في الحلقة الثالثة في فقهه.
ومن الكتب المعلوم موضوعها ما كتب به إلى الإمام عليهالسلام معزّياً بمقتل محمد بن أبي بكر جواباً عن كتابه.
قال الطبري في تاريخه : ( قال أبو مخنف في كتابيه مقتل محمّد بن أبي بكر والأشتر ، وقد ذكر كتاب الإمام إلى ابن عباس بصورة أوسع ممّا مرّ وهي : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله عليّ أمير المؤمنين إلى عبد الله ابن عباس ، سلام عليك ، فإنّي أحمد الله إليك الذي لا إله إلاّ هو ، أمّا بعد ، فإنّ مصر قد افتتحت ، ومحمّد بن أبي بكر قد استشهد ، فعند الله نحتسبه وندّخره ، وقد كنت قمت في الناس في بدئه ، وأمرتهم بغياثه قبل الوقعة ، ودعوتهم سراً وجهراً ، وعَوداً وبدءاً ، فمنهم من أتى كارهاً ، ومنهم من اعتل كاذباً ، ومنهم القاعد حالاً ( خاذلاً ) ، أسأل الله أن يجعل لي منهم فرجاً ومخرجاً ، وأن يريحني منهم عاجلاً ، والله لولا طمعي عند لقاء عدوي في الشهادة ، لأحببت ألاّ أبقى مع هؤلاء يوماً واحداً ، عزم الله لنا ولك على الرشد ، وعلى تقواه وهداه ، إنّه على كلّ شيء قدير والسلام ) (٣).
____________
١ ـ السنن الكبرى ٦ / ٢٤٩.
٢ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ / ٢٠٨ تح المرحوم السيد الوالدR.
٣ ـ أنظر تاريخ الطبري ٥ / ١٠٩ ط محققه.