يضحكك؟ فقال : يا نبيّ الله كيف لا أضحك ولم أجد من سقطتي هذه ألماً. فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : وكيف تألم وإنّما ( أنّا ) حملتك ، أو قال : جملك.
قال له الرجل : فالخامسة يا ابن عباس فإنّي تائب؟
قال : أوحى الله إلى نبيّه أن زوّج فاطمة من عليّ. فزفّت فاطمة إلى عليّ ، وقال : يا عليّ لا تحدثنّ أمراً حتى يأتيكما رأيي ، فدخل عليهما النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فدعا بفروة فبسطها ودعا بعباء فبسطه ونومّهما جميعاً ، ودعا بقعب من ماء فتفل فيه وسقى عليّاً بدئاً وفاطمة ورشّ عليهما ، فقال : ( اللهم بارك فيهما وبارك عليهما فأنت وليّهما في الدنيا والآخرة ) ، ثم خرج عنهما فتركهما ) (١).
وقد روى هذا الخبر العاصمي في ( زين الفتى / مخطوط ) ، وفرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره بتفاوت يسير في ألفاظه.
إلاّ أنّ الداعي المطلق أدريس عماد الدين القرشي ( ت ٨٧٢ هـ ) ـ من الإسماعيلية في القرن التاسع ـ ذكر الخبر بتفاوت كثير ولم يذكر لنا مصدره ، ولفظه :
قال : ( وروي عن إسماعيل بن عبد الله بإسناده عن عبد الله بن عباس أنّه بينما هو يطوف بالبيت الحرام إذ هو بشاب قد شال يديه حتى تبيّن بياض إبطيه ، وهو يبرأ من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وما أحدث في الإسلام.
فقال ابن عباس لبعض من حوله : لا يَفُتك الرجل ، فقبض عليه وأتى به إليه.
____________
١ ـ مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام ١ / ٢١٥ ـ ٢١٨ تح المحمودي ط الأولى ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية في إيران ، الحديث رقم ١٣٦.