وثالثاً : نقل ابن أبي الحديد قولاً آخر ، أجاب به علي عليهالسلام أبا سفيان ، حيث قال : مرّ أبو سفيان بن حرب بالبيت الذي فيه علي بن أبي طالب عليهالسلام فوقف وأنشد :
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم |
|
ولاسيّما تيم بن مرة أو عدي |
فما الأمر إلّا فيكم وإليكم |
|
وليس لها إلّا أبو الحسن علي |
فقال علي لأبي سفيان : « إنّك تريد أمراً لسنا من أصحابه ، وقد عهد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله عهداً فإنّا عليه » (١) .
فإذاً ، الإمام علي عليهالسلام أجاب بجواب آخر غير ما نقله الجوهري ـ كما ذكرتم ـ وما نقله الطبري .
وأمّا رواية الجوهري التي ذكرتموها فهي ساقطة سنداً ، لأنّ الجوهري ومن يروي عنه غير موثّق في كتب الشيعة ، بل هو موثّق عند أهل السنّة ، لأنّه عالم ومؤرّخ سنّي وليس شيعياً ، وهو غير موثّق عند الشيعة .
قال السيّد الخوئي قدسسره بعد أن نقل عبارة ابن أبي الحديد : أنّه يعتمد في أخبار السيرة على غير نقول الشيعة ، قال : « أقول : صريح كلام ابن أبي الحديد أنّ الرجل من أهل السنّة ... وعلى كلّ حال فالرجل لم تثبت وثاقته ، إذ لا اعتداد بتوثيق ابن أبي الحديد ... » (٢) .
وصرّح السيّد شرف الدين قدسسره في كتابه : بأنّه من إثبات الجمهور وأعلامهم ـ أي من أهل السنّة ـ (٣) ، وممّا يدلّ على أنّه شيء له روايات جمّة في كتب السنّة .
وهذا المزّي ينقل عن أبي أحمد العسكري في شرح التصحيف في حقّ أبي بكر الجوهري : « وكان ضابطاً صحيح العلم » (٤) .
______________________
(١) المصدر السابق ٦ / ١٧ .
(٢) معجم رجال الحديث ٢ / ١٤٢ .
(٣) أبو هريرة : ١٣٩ .
(٤) تهذيب الكمال ١١ / ٣١٨ .