في مودّة قرباه ، فما هو الردّ ؟ وشكراً لكم .
ج : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله عندما يطلب المودّة لأقربائه ، ويجعلها أجراً على رسالته لا يعني بذلك جميع أقربائه ، لأنّ ذلك ينافي صريح القرآن ، إذ كيف يطلب رسول الله صلىاللهعليهوآله مودّة من لعنه الله في كتابه كأبي لهب وإنّما يطلب المودّة لجماعة خاصّة ، وأفراد معيّنين من أقربائه ، والذين بهم يتمّ حفظ الرسالة الإسلامية ، والنبوّة المحمّدية ، ومنهم يؤخذ الدين الصحيح ، وبهم النجاة من الاختلاف والانحراف ، وهم الأئمّة المعصومون عليهمالسلام من أهل البيت .
ثمّ إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله عندما يطلب الأجر ، فهو بالحقيقة عائد إلى المسلمين لا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولا إلى أهل بيته عليهمالسلام ، لأنّهم لم يكونوا بحاجة إلى هذه المودّة بالقدر الذي يفيد سائر الأُمّة في الحفاظ على مبادئ الدين ، وكتاب الله المبين ، وسيرة سيّد المرسلين صلىاللهعليهوآله .
« ... ـ البحرين ـ ... »
س : هناك موضوع يختلج في ذهني وهو : إنّ آية المودّة في القربى كيف تدلّ على الإمامة ؟
وبعبارة أُخرى : علمنا من الآية بأنّ مودّة ومحبّة ذوي القربى ـ وهم أهل البيت عليهمالسلام ـ فرض وواجب كبقية الواجبات ، ولكن من أين لنا أن نستنتج بأنّهم أئمّة وقادة ؟ فإنّ المحبّة قد لا تستلزم وجوب الطاعة لهم ؟
ج : إنّ الروايات قد بيّنت أنّ المودّة ليست واجبة لجميع قرابة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فعن ابن عباس قال : لمّا نزلت : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (١) قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودّتهم ؟
______________________
(١) الشورى : ٢٣ .