إسلامهم ، وجاءت أُمّ تميم كاشفة وجهها فأكبّت على مالك ، وكانت أجمل الناس ، فقال لها : إليك عنّي ، فقد والله قتلتني .
فأمر بهم خالد ، فضُربت أعناقهم ، فقام أبو قتادة فناشده فيهم ، فلم يلتفت إليه ، فركب أبو قتادة فرسه ، ولحق بأبي بكر وحلف : لا أسير في جيش وهو تحت لواء خالد .
وقال : ترك قولي وأخذ بشهادة الأعراب الذين فتنتهم الغنائم » (١) ، ورواه أيضاً ابن عساكر (٢) .
وقال ابن حجر : « وروى ثابت بن قاسم في الدلائل : إنّ خالداً رأى امرأة مالك ، وكانت فائقة في الجمال ، فقال مالك بعد ذلك لامرأته : قتلتيني ، يعني سأُقتل من أجلك » (٣) .
فقد ثبت من كلّ ذلك أنّه ليس هناك ردّة لمالك ، ولا سبي صحيح ، بل أرجع لهم سبيهم ، وبقي مالك مسلماً صحابياً جليلاً .
« خالد ـ الجزائر ـ ٢٧ سنة ـ التاسعة أساسي »
س : في الحقيقة أردت أن أسال سماحتكم عن ابن النديم ، صاحب كتاب الفهرست ، هل هو شيعي ـ كما يقول البعض ـ أم أنّه من العامّة ؟ وبارك الله فيكم ، ونسألكم الدعاء .
ج : هناك الكثير من المؤشّرات التي ترجّح عدم كون ابن النديم شيعياً ، منها :
١ ـ عدم ترجمة النجاشي والشيخ الطوسي له في كتابيهما ، فيظهر منه أنّ
______________________
(١) سير أعلام النبلاء ١ / ٣٧٧ .
(٢) تاريخ مدينة دمشق ١٦ / ٢٥٨ .
(٣) الإصابة ٥ / ٥٦١ .