ابن الخطّاب في سقيفة بني ساعده من دون نصّ من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، أو مشورة للصحابة الكبار ، كعلي عليهالسلام والعباس عمّ النبيّ ، وسلمان وعمّار ، وأبي ذر والمقداد ، والزبير وغيرهم ، ممّن تخلّفوا عن هذه البيعة ، ولم يشهدوها .
وأيضاً أخذه لفدك نحلة النبيّ صلىاللهعليهوآله للزهراء عليهاالسلام ، فهجرته فلم تكلّمه حتّى ماتت ـ أي ماتت غاضبة عليه كما يذكر البخاري (١) ، وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله في حديث معروف : « إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها » (٢) .
ومخالفاته الكثيرة للكتاب والسنّة ، كمنعه لتدوين الحديث ، وقتله مانعي الزكاة ، وتركه إقامة الحدود ، إلى غير ذلك من الحقائق والوقائع التي تجعل الرجل في مقام المؤاخذة والسؤال ، وإلى درجة أنّ عمر وهو أوّل من بايعه ـ قد استنكر مبايعته ، أو دعا لقتل من عاد إلى مثل تلك البيعة ، كما يذكر البخاري عنه : إنّما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمّت ، ألا وأنّها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها (٣) ، وفي رواية : « فمن عاد لمثلها اقتلوه » (٤) .
« ... ـ ... ـ ... »
س : أرجو إبطال الرواية القائلة بأنّ أبا بكر حجّ بالناس في العام التاسع للهجرة ؟
ج : قد اختلفت الروايات عند أهل السنّة أنفسهم في إثبات ذلك ، فالمتّفق عليه بحسب رواياتهم هو : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أرسل أبا بكر لتبليغ آيات البراءة لمشركي مكّة في موسم الحجّ ، وبعد ذهابه بأيّام أمر جبرائيل النبيّ صلىاللهعليهوآله أن يبعث علياً
______________________
(١) صحيح البخاري ٨ / ٣ .
(٢) ينابيع المودّة ٢ / ٥٦ .
(٣) صحيح البخاري ٨ / ٢٦ .
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٨ .