وعليه ، فالبحث عن وجود الله تعالى لا يقتصر على الدليل النقلي فقط ، بل العقل ـ بما هو عقل وله قدرة ذاتية على تشخيص الضرر ـ يأمرنا بدفع الضرر المحتمل ، وكذلك يستقلّ العقل بلزوم شكر المنعم ، وإلّا خالف الإنسان إنسانيته ، ولم يعدّ أهلاً للتميّز عن العجماوات ، ولا يتحقّق الشكر إلّا بمعرفة هذا المنعم .
ومن هنا كان للعقل دور في هذه المعرفة ، ولعلّ الأدلّة التي ذكرها الفلاسفة والمتكلّمون ـ مثل : دليل النظم ، وبرهان الإمكان ، وبرهان حدوث المادّة ـ كافية في بيان قدرة العقل مستقلّة عن الوحي في الوصول إلى معرفة وجود الخالق وصفاته ، بل وحتّى الإيمان بالأنبياء والتصديق بهم يحتاج إلى مقدّمات عقلية ، منها : مطالبتهم الإثبات بالمعجزة وإظهارها ، كي يسدّ الطريق على مدّعي النبوّة ، فللعقل دور مهمّ في مسائل الإلهيات لا يمكن تجاوزه ، أو الاكتفاء بالنقل في إثبات هذه المسائل دونه .
« عبد الله ـ الكويت ـ ٢٨ سنة ـ خرّيج ثانوية »
س : تحية طيّبة وبعد ، كنت في أحد المجالس الحسينية ، وسمعت الشيخ على المنبر يقول : مكتوب على ساق العرش : إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة .
وسمعت الكثير من هذه الروايات التي تتكلّم عن ساق العرش ، ولكن سؤالي : هل الله له عرش مثل ما تقول الوهّابية ؟ وأن لم يكن له عرش فما تفسير هذه الروايات التي تذكر على المنابر من غير شرح ولا تفسير للعوام ؟ وتكون وسيلة للطعن في الشيعة من قبل أعدائهم ، وجزاكم الله كُلّ خير .
ج
: لقد ورد ذكر العرش في الآيات القرآنية
، وفي كثير من الأدعية والروايات عن المعصومين عليهمالسلام
، والذي نختلف فيه عمّا يقوله الوهّابيون أنّهم يصوّرون العرش بالمعنى الظاهري ، أي كرسي كبير له أربعة قوائم مثلاً ،