هو الصادق والمصدّق والصدّيق .
ولكن أعداءه عليهالسلام وبالخصوص بني أُمية لم يتحمّلوا هذه المنقبة لعلي عليهالسلام ، فأخذوا يفترون أحاديث على رسول الله صلىاللهعليهوآله كذباً وزوراً ، ويثبتون هذه المنقبة لأبي بكر منها : « إنّ الله جعل أبا بكر في السماء صادقاً ، وفي الأرضيين صدّيقاً » (١) .
ولكن السيوطي جعل هذا الحديث من الموضوعات في كتابه (٢) .
وممّا تقدم يظهر أنّ تسمية أبي بكر بالصدّيق لم تكن في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، بل ولا في زمانه ، وإلّا لاستفاد من هذه المنقبة في إثبات خلافته بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، واثبات صحّة تصرّفه في فدك ، بل جاءت التسمية له بعد وفاته .
« معاذ الأردن ـ سنّي ـ ٣٣ سنة ـ طالب جامعة »
س : إنّكم تفترضون سوء النية سلفاً في أبي بكر ، فأدّى هذا الأمر بكم إلى شطحات مضحكة ، لا يتقبّلها عاقل ، من قبيل : إنّ الرسول اصطحب أبا بكر معه لخوفه منه ، أو أنّه وجده في الطريق !
فلماذا لم يفضح الرسول أمر أبا بكر حينما وصل المدينة ؟ وقوي أمره ؟
أمّا قول : ( لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) ، وأنّ الخطاب للرسول بصيغة الجمع ، فإنّ أيّ مطّلع على بديهيات اللغة العربية يرى من الآية أنّ الخطاب هو من الرسول لأبي بكر .
فالرجاء أن تبقوا ضمن حدود المنطق ، ولا تجنحوا بعيداً بسبب حقدكم الغريب على أبي بكر وعمر .
ج : إنّ الشيعة ليست لديها أحكام مسبقة على الآخرين من دون تقييم أعمالهم ، فما صدر عنهم فهو عن دليل وبرهان ، قد لا يخضع له المتعصّب ،
______________________
(١) شوارق النصوص ١ / ٣٦٥ .
(٢) كتاب المناقب ، كما عنه في شوارق النصوص ١ / ٣٦٦ .