« معروف ـ ... ـ ... »
س : ما هو المِلاك في تمييز أُصول الدين الإسلامي عن فروعه ؟ وكيف صار التوحيد أصلاً من أُصول الدين ، والصلاة فرعاً من فروعه ؟
ج : إذا عرفنا الفرق بين أُصول الدين وفروعه ، عرفنا الملاك في تمييز أُصول الدين عن فروعه ، ولتوضيح المسألة أكثر ، نقول :
أُصول الدين بحسب اصطلاح العلماء : هي ما بنيت عليها الدين إثباتاً ونفياً ، أي أنّه يجب على كلّ مسلم أن يعتقد بها على الأقلّ ، حتّى يدخل في حوزة الدين .
ومن جانب آخر من أنكر وجحد أصلاً من هذه الأُصول يعتبر خارجاً عن دائرة الدين .
ومن هذا المنطلق ، عبّر علماؤنا عن التوحيد والنبوّة والمعاد : بأنّها أُصول ديننا ، لما رأوا أنّ النصوص الدينية تصرّح وتدلّ على ملازمة قبول الدين للاعتقاد بهذه الأركان الثلاثة على الأقلّ ، واستنباطهم هذا يعتمد على الأدلّة العقلية والنقلية من الكتاب والسنّة .
وأمّا الفروع : فهي ما كانت من الأحكام ، فينبغي فيها الالتزام والعمل على طبقها ، ولم يكتف فيها بالجانب الاعتقادي ، أي أنّها ذو سمات جوارحية لا جوانحية ، بخلاف الأُصول ، المطلوب فيها اليقين والقطع والجزم ، لا العمل .
وأمّا الإمامة ، فالمتّفق عليه عند علمائنا : أنّها من أُصول المذهب ، فليست من أُصول الدين ولا فروعه .
ومن عبّر عنها بأنّها من أُصول الدين ، يجب حمل كلامه على ما قلناه ، نظراً للقواعد العامّة التي ذكرناها في تمييز الأصل عن الفرع .