وإحساسها بالألم ، فتستجيب للحدث بتعبير معيّن وهو البكاء ، وبكاؤنا على الإمام الحسين عليهالسلام ، هو ردّة فعل للحدث المؤلم الذي حلّ به ، فتفاعلنا مع قضيّته عليهالسلام أوجب أن تتفاعل نفوسنا وأحاسيسنا لما أصابه عليهالسلام ، وبذلك فإنّنا قد عبّرنا باستجابتنا لمصيبته عليهالسلام بالبكاء ، الذي هو حالة تفاعل كما ذكرنا .
ومثل ذلك ، اللطم على الصدور ، فهو تعبير عن الألم والحزن ، الذي يعتلج قلوبنا ، وتعبير عن مدى ما أصابنا من عظم المصيبة ، فالحرقة التي تصيب النفس ـ والحزن يسيطر عليها ـ يمكن للإنسان أن ينفّس عمّا أصابه بفعل ما يكون ترويحاً وتنفيساً ومجاراةً ومواساةً لمن حلّت به هذه الفاجعة ، أو القضية المؤلمة .
« مصلح ـ السعودية ـ ... »
س : ماذا يعني حضور الأرواح الطاهرة في مجالس الذكر ؟ وهل يتعيّن على النساء في مجالسهن ، عدم لبس الملابس الرقيقة ؟
ج : قد ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : « رحم الله شيعتنا ، خلقوا من فاضل طينتنا ، وعجنوا بماء ولايتنا ، يحزنون لحزننا ، ويفرحون لفرحنا » (١) .
ومن المؤكّد أنّ أرواحهم الطاهرة ناظرة إلى تلك المجالس المنعقدة من أجل إحياء أمرهم ، فلابدّ لكلّ من يحضر تلك المجالس ، أن يلتزم بما يتناسب مع معنوياتها وروحانيتها من حيث الملبس ، وسائر الحركات والأعمال .
« ... ـ ... ـ... »
س : إنّ بعض إخواننا من السنّة يقول : لا يجوز الأكل من مائدة يوم عاشوراء ومثيلاتها ، لأنّها أُقيمت لغير الله تعالى ، فما هو الردّ عليهم ؟
______________________
(١) شجرة طوبى ١ / ٣ .