الأُخرى ، وبذلك يكون محدوداً ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً .
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « ومَن جهله فقد أشار إليه ، ومَن أشار إليه فقد حدّه ، ومَن حدّه فقد عدّه ، ومَن قال : « فيم » فقد ضمّنه ، ومن قال : « علام » فقد أخلى منه ، كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم ، مع كُلّ شيء لا بمقارنة ، وغير كُلّ شيء لا بمزايلة ، فاعل لا بمعنى الحركات والآلة ... » (١) .
وقال عليهالسلام أيضاً : « لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان ، قريب من الأشياء غير ملامس ، بعيد عنها غير مباين ... » (٢) .
وقال عليهالسلام : « لا تدركه الشواهد ، ولا تحويه المشاهد ، ولا تراه النواظر ، ولا تحجبه السواتر ، الدالّ على قدمه بحدوث خلقه ، وبحدوث خلقه على وجوده ... » (٣) .
« السيّد محمّد السيّد حسن شرف ـ البحرين ـ ... »
س : نحن نقول على أنّ الله تعالى خالق ، وصفة خالق صفة أزلية لله عظم شأنه ، إذاً لابدّ من وجود مخلوقات أزلية تلازم هذه الصفة عند الله تعالى .
ج : إنّ صفة الخالقية والرازقية وماشابههما ليست من صفات الذات حتّى تكون أزلية وقديمة مع الذات ، بل هي صفات فعلية تنسب إلى الباري بعد قيامه عزّ وجلّ بها ، والله قادر على الخلق ، وما لم يخلق فلا يقال له خالق ، بل يقال له قادر على الخلق ، والقدرة هي من الصفات الذاتية الأزلية .
______________________
(١) شرح نهج البلاغة ١ / ٧٢ .
(٢) المصدر السابق ١٠ / ٦٤ .
(٣) المصدر السابق ١٣ / ٤٤ .