والجرجاني (١) وغيرهم يصرّحون : بأنّ آية الولاية نزلت في حقّ علي عليهالسلام حين أعطى السائل خاتمه ، وهو راكع .
« حميد عبد الشهيد ـ البحرين ـ ... »
س : سؤالي هو : نحو تصدّق الإمام علي بالخاتم ، وهو يصلّي ، والمعروف على أنّ الإمام إذا صلّى لا تجلس روحه في الأرض ، ولكن تسبّح في ملكوت الله ، فكيف إذاً كانت حالة الإمام يوم أجاب دعوة الفقير ؟ لابدّ أنّ هناك يداً خفية في ذلك الوقت ، يوم كان الإمام يصلّي من حيث إجابة السائل .
وبودّي أنّ توضّحوا لي ماذا حدث ؟ هل توجد اجتهادات في حقيقة المسألة ؟ لأنّ ما يقال : إنّه كان في وقت عبادة ، والتصدّق عبادة هو كلام صحيح لا خلاف عليه ، لكن هذا الجواب لا يغنيني ، شاكرين لكم .
ج : للجواب على سؤالك نشير إلى عدّة نقاط :
١ ـ لو كان لهذا الإشكال أدنى مجال ، لما عدّت هذه القضية عند الله ورسوله وسائر المؤمنين من مناقب علي عليهالسلام .
٢ ـ هذا الالتفات من أمير المؤمنين عليهالسلام لم يكن إلى أمر دنيوي ، وإنّما كان عبادة في ضمن عبادة .
٣ ـ المعروف عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه جمع في صفاته بين الأضداد ، حتّى إنّه لما سئل ابن الجوزي الحنبلي المتعصّب ـ الذي ردّ الكثير من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام ـ عن نفس هذا الأشكال الذي ذكرتموه أجاب ببيتين :
يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته |
|
عن النديم ولا يلهو عن الناس |
أطاعَهُ سكرُهُ حتّى تمكّن من |
|
فعل الصُحاة فهذا واحد الناس |
______________________
(١) شرح المواقف ٨ / ٣٦٠ .