بَعْضٍ ) إذ لا يصدق بين أبي بكر والنبيّ صلىاللهعليهوآله مثلاً ذرّية بعضها من بعض ، ولاحظ قوله : ( بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ) أي بعض الذرّية وهي المصطفاة من بعض الآباء وهم من اصطفي من الأنبياء والرسل والأوصياء السابقين .
فإنّ الوصاية والعلم وميراث النبوّة كان ينتقل في بيوت الأنبياء ، من بيت إلى بيت في ذرّيتهم ، ليس كلّ ذرّيتهم ، وإنّما البيوت المصطفاة ، قال الله تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ ... ) (١) ، وهي بيوت الأنبياء والرسل والأوصياء .
فإبراهيم عليهالسلام هو أصل الشجرة الواردة في القرآن ، وقد ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّها هو وأهل بيته ( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ) (٢) .
وإلّا إذا ادعى مدّع أنّ ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ) تشمل كلّ ذرّية الأنبياء ، فالبشر كلّهم ولد آدم ، وهو من المصطفين ، فهل البشر كلّهم مصطفون ؟ وأيّ اختصاص إذاً لآل إبراهيم وآل عمران ؟!
ثمّ هل تقول : أنّ أُمّهات الإمام الصادق عليهالسلام كن من الرسل أو الأنبياء أو الأوصياء ؟!
ثمّ إنّ التوالد في الذرّية بلحاظ انتقال النطفة من الأصلاب والأرحام ، وهو لا يشمل نسب الأُمّ ، لأنّ قبل الرحم كان في صلب الأب ورحم أُمّ الأب ، وقبله في صلب أب الأب وهكذا ، بنحو دوري لا بنحو مستقيم ممتد في جانب الأُمّهات .
« أبو فاطمة ـ ... ـ ... »
س : الوهّابية يستدلّون بهذا القول علينا في المنتديات الحوارية ، بما ورد في « شرح نهج البلاغة » لابن أبي الحديد ، عن أحمد بن عبد العزيز الجوهري
______________________
(١) النور : ٣٦ .
(٢) النور : ٣٥ .