« إبراهيم عبد الله ـ السعودية ـ ... »
س : هل صحيح أنّ آية : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ) نزلت في أبي طالب ؟
ج : لا يخفى عليكم : أنّ معاوية بن أبي سفيان انفق الكثير من بيت مال المسلمين في سبيل تزوير الأحاديث ، وتحريف الآيات النازلة في حقّ أهل البيت عليهمالسلام ، فوضع في حقّ الإمام علي عليهالسلام وأبيه أبي طالب عليهالسلام الأراجيف والتهم انتقاماً منهما .
ومن تلك التهم التي وضعها هي : أنّ أبا طالب عليهالسلام مات مشركاً ، والنبيّ صلىاللهعليهوآله كان يستغفر لعمّه ، فنزلت الآية الشريفة لتنهاه عن الاستغفار له ، وذلك من خلال وضع الأحاديث المحرّفة في شأن نزول هذه الآية ، والتي ترويها بعض الكتب السنّية ، منها : ما جاء في « صحيح البخاري » عن ابن المسيّب عن أبيه : إنّ أبا طالب لمّا حضرته الوفاة ، دخل عليه النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وعنده أبو جهل ، فقال : أي عم ، قل : لا اله إلّا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أُمية : يا أبا طالب ترغب عن ملّة عبد المطّلب ، فلم يزالا يكلّمانه ، حتّى قال آخر شيء كلّمهم به : على ملّة عبد المطلب ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : لاستغفرن لك ما لم أُنه عنه ، فنزلت : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... ) (١) .
وبهذا المضمون وردت روايات أُخرى بأسانيد مختلفة .
والجواب عن هذه الشبهة ، تارة يقع عن الحديث ، وأُخرى عن الآية .
أمّا الحديث ففيه : إنّ رواته ورواة الأحاديث الأُخرى بين ضعيف ومجهول ومطعون به ، فالروايات إذاً ضعيفة السند ، خصوصاً وأنّ راويها سعيد بن المسيّب ، الذي اختلف فيه اختلافاً كبيراً ، بين التعديل والتجريح ، ومن
______________________
(١) صحيح البخاري ٤ / ٢٤٧ ، التوبة : ١١٣ .