أمّا ما ورد من الأحاديث التي تبشّر قاتل الزبير بالنار فقط ، دون الإشارة إلى مصير الزبير ، فذلك لأنّ قاتله كان مستحقّاً للنار من عدّة جهات ، بالإضافة إلى إعطائه الأمان للزبير وغدره به ، وقتله في أثناء الصلاة كما قيل ، وكان خروج قاتل الزبير على أمير المؤمنين عليهالسلام يوم النهروان كاشفاً عن عدم إيمانه وتصديقه بأحقّية أمير المؤمنين عليهالسلام ، وما كان قتله للزبير إلّا بدوافع شخصية .
والمحصّل من كلّ هذا : إنّ قاتل الزبير وإن كان مستحقّاً للنار ، لكن الزبير يبقى أيضاً محاسباً عن أفعاله ، وبالخصوص خروجه على أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان عليه لتحقيق التوبة إرجاع الجيش عن محاربة أمير المؤمنين عليهالسلام ، أو المحاولة على الأقلّ ، بل يجب عليه المقاتلة مع أمير المؤمنين عليهالسلام ، كما فعل الحرّ بن يزيد الرياحيّ مع الإمام الحسين عليهالسلام .
« يعقوب الشمّري ـ اسكتلندا ـ ١٨ سنة ـ طالب »
س : هل صحيح أنّ كلّ من الكتب التالية : تاريخ اليعقوبي ، مقاتل الطالبيين ، تاريخ المسعودي ، تعتبر مصادر شيعية ؟
ج : الكتب الثلاثة المذكورة هي كتب تاريخ وسير ومقاتل ، فيرد فيها الغثّ والثمين ، ولابدّ من تمحيصها أو تمحيص الخبر والحديث المنقول قبل الاعتماد عليه والركون إليه .
على أنّ اليعقوبي لم يثبت تشيّعه ، وأبا الفرج الأصفهاني كان زيدي المذهب ومرواني النسب .
وأمّا المسعودي فبما أنّ السبكي ذكره في طبقاته (١) ، فلذا يعدّ من علماء العامّة ؛ ومن جانب آخر بما أنّه صاحب كتاب إثبات الوصية لأمير المؤمنين عليهالسلام ، فيحتمل قويّاً أن يكون من الشيعة .
______________________
(١) طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٣٢٣ .