المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال ، فاستحلّت فيه دماؤنا ، وهتكت حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ... » .
ثمّ قال عليهالسلام : « كان أبي (صلوات الله عليه) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى تمضي عشرة أيّام منه ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليهالسلام » (١) .
فالإمام عليهالسلام أقام العزاء للإمام الحسين عليهالسلام ، وجدّد مصيبته في كلّ محرّم بحزنه وبكائه ، وتغيّر لونه .
وهناك روايات كثيرة واردة في أنّ الأئمّة عليهمالسلام كانوا يظهرون الحزن والعزاء عند دخول شهر محرّم ، نعم تبقى مسألة لابدّ من الالتفات إليها ، وهي حالة الأئمّة عليهمالسلام وما كانوا عليه من المطاردة والمحاصرة ، والمراقبة المشدّدة من قبل الدولتين الأُموية ـ هي التي وقعت فيها معركة كربلاء ـ والعباسية ، ومعلوم موقف الدولتين من أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، فلذلك لا تجد أنّ الإمام يقيم العزاء العام ، ويدعو الناس إليه كما يقام الآن ، لأنّه في رقابة وفي محاصرة تامّة من قبل السلطة ، ويريد أن يحفظ نفسه ، ويقوم بما هو المطلوب منه ، فلذلك لا نجد هذا الأمر بالكيفية التي عليها نحن اليوم .
« عبد العزيز ـ الكويت ـ ٢٧ سنة ـ خرّيج معهد التكنلوجيا »
س : ما هو الدليل على جواز إقامة الاحتفالات في أفراح محمّد وآل محمّد ؟ على أن يكون الجواب من المصادر السنّية ، جزاكم الله خير الجزاء .
______________________
(١) الأمالي للشيخ الصدوق : ١٩٠ .