ج : هناك استدلالات عديدة لجواز الاحتفال بمولد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأهل بيته عليهمالسلام ، استدلّ بها علماء الفريقين ردّاً على الوهّابية ، التي ترى أنّ الاحتفال بمولده صلىاللهعليهوآله بدعة ، من الأدلّة :
١ ـ قوله تعالى : ( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (١) ، باعتبار أنّ شعائر الله تعالى هي أعلام دينه ، خصوصاً ما يرتبط منها بالحجّ ، لأنّ أكثر أعمال الحجّ إنّما هي تكرار لعمل تاريخي ، وتذكير بحادثة كانت قد وقعت في عهد إبراهيم عليهالسلام ، وشعائر الله مفهوم عامّ شامل للنبيّ صلىاللهعليهوآله ولغيره ، فتعظيمه صلىاللهعليهوآله لازم .
ومن أساليب تعظيمه ، إقامة الذكرى في يوم مولده ونحو ذلك ، فكما أنّ ذكرى ما جرى لإبراهيم عليهالسلام من تعظيم شعائر الله سبحانه ، كذلك تعظيم ما جرى للنبيّ الأعظم محمّد صلىاللهعليهوآله يكون من تعظيم شعائر الله سبحانه .
٢ ـ قوله تعالى : ( وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ) (٢) ، فإنّ المقصود بأيّام الله ، أيّام غلبة الحقّ على الباطل ، وظهور الحقّ ، وما نحن فيه من مصاديق الآية الشريفة ، فإنّ إقامة الذكريات والمواسم فيها تذكير بأيّام الله سبحانه .
٣ ـ قوله تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) (٣) ، إذ من المصاديق الجلية لرحمة الله سبحانه ، هو ولادة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، فالفرح بمناسبة ميلاده صلىاللهعليهوآله مطلوب ومراد .
٤ ـ قوله تعالى : ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (٤) ، فإنّ الاحتفالات بميلاده صلىاللهعليهوآله ما هي إلّا رفع لذكره ، وإعلاء لمقامه .
______________________
(١) الحجّ : ٣٢ .
(٢) إبراهيم : ٥ .
(٣) يونس : ٥٨ .
(٤) الانشراح : ٤ .